أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الاثنين، 8 مارس 2010

مذكرات أنثى لاجئه " 8 "

      
-36-

مضخات العواطف متعطلة كلها !...



وأنا لا أطيق أن أبقى هكذا صدئه ,,, متقشرة الأحزان...



منفاي يجبرني على أتخاذ قرارات خالية من العواطف \ الماء \ الأوكسجين \ وكل شيء يدعوا إلى الحياة...



لا أتخيل أن أبقى هكذا مدة أطول ,,,, مؤكسدة لا أصلح لـ شيء أبدا !...



لا أعلم حقاً أأحسد نفسي أم أصاب بالدهشة لـ تركي كل شي أحبه هكذا وببساطة !...



لماذا أركض وأركض وأنال ما أريدهُ وأتنازل عنهُ بأقل من ثانية ,,, ربما أنا ساذجة \ حمقاء...



وربما هو الغرور الذي عشعش برأسي الصغير وجعلهُ كبير الحجم...



شيء كبير يتحول بداخلي ,,, لا أعلم ماهو ,,, كل ما أعلمهُ أنه سيء ,,, وساعات النهار لم تعد كافية لنزع هذا الشيء الملتصق بي !...



يتدحرج بداخلي ,,, يمارس جميع هواياته ,,, سيء ولا أستطيع انتزاعه !...



حماقة أن أنا ذهبتُ إلى طبيبي وأخبرته بما أشعر ,,, ربما سـ يضحك وربما سـ يحسبني مجنونة يروق لها تصور بين الحين والأخر اشياء غير جميلة...



وربما سـ يقول كما يقول كعادته عندما أزورهُ : لا تفكري ,,, أخبار حامضة وستنتهي...



يهدأ من روعي كلما فكرت بكلماته ,,, بملامحه اللطيفه ,,,, بشعر ذقنة الأبيض...



كلما فكرتُ بـ البيوت المزروعة حمائم وحب ,,, بـ الأشتياق العنيف ,,, بـ التنهدات الرقيقة ,,, بـ أذرع الاحتواء ,,, أزداد أكتئاباً ,,, أزداد عناداً...



أزداد كل شيء بذيء !..



أشعر أنني خسرتُ كل شيء ,,, لا طاقة لي إلى الهرولة للبدء من جديد ,,, فردة الأمل ضاعت وأصبحت امرأة يائسة تحبل يئساً وأحزاناً وتجهضهم وتعودُ من جديد وتحبلهم وهكذا حتى انتهاك قوة الجسد الضعيف...



كيف أمضي بهدوء ؟



سؤال يدور برأسي منذ أعوام ,,, ربما لا أستطيع أن أفعل هذا بعدما دس لي شيء منه وأنا بـ أقصى حميميتي !...



أتلهف إلى أن أعُيد له غرضه ,,, مؤانيء مختنقة \ فارغة من النوارس والعشاق...



لم أكن أتصور أنني سـ أصبح يوماً ما انهزامية !...



قاتل الله المكابرة ,,, لن أكابر ,,, أجل أنا امرأة باذخة الانهزام واليأس...



أشعر أن رأسي أصبح كـ رأس دمية ,,, وشعري مستعاراً ,,, وجسدي بديناً ,,, أتدحرج كلما تسلقت سلمة !..



أأمشي زحفاً كي لا أسقط ؟!



المرأة الزاحفة ,,, فوق جاذبية الأرض ,,, هكذا سينعتونني الأطفال...



أصابُ بالشرود عندما أقف أمام متشرد الساكسفون ,,, يتمايل ,,, يمد قبعتهُ بعد انتهاء العزف ,,, بضعً من القروش تسعدهُ...



أنا ماذا يسعدني !..



يجتاحني هذا السؤال ,,, ربما لا شيء هكذا أجيب عن تساؤلاتي الحمقاء...



شاردة أكمل الطريق إلى المنزل ,,, حقيبتي السوداء منهكة بيدي ,,, وأنا أمشي بنصف خطوة ,,, أصل متأخرة ,,, البيت مظلم لا يوجد به أصوات..



أتمتم : ربما هكذا أفضل ... ربما هكذا أفضل...



أجعلهُ مظلم ,,, أنكفئ إلى غرفتي ,,, أتمدد ,,, أغمض عيناي فلربما أنام قليلاً...







6 يونيو \ 2009 م



* * *



-37-

قبل أن أتحول إلى امرأة يروق لها العذاب والجحيم...



قبل أن تنكسر نوافذ أقماري وألبن هذا الشرخ كي لا يؤذيني الضوء الكافر...



كنتُ امرأة عالقة بالجنة وسندسها ,,, وكان الطريق أشبه بالديباج لايؤذي قدماي وأن مشيتُ حافية القدمان !...



كنتُ امرأة عارية الجنون ,,, " لا يشبهكِ أحد " هكذا كان يصف جنوني الرجل الذي أحببته...



أنتشي حين يقول " أتمنى أن أعلق صورتكِ بغرفة نومي ,,, أراكِ قبل أن أخلد إلى النوم ,,, وأراكِ حين أفتح عيناي أمامي "...



أداعبهُ وهل تريدها ملونة أم بيضاء وسوداء ؟...



كانت لحظات رائعة ,,, لحظات تكسرت مع مرور الزمن...



لم أدع قلبي يصبح آيل للتكرار والملل ببوحه...



ولكن كل شي بالنسبة لي مجرد وقت ,,,, وأنا لم أنغمسُ عميقاً بوقتي معهُ !...



فاجأني رحيلهُ المبكر ,,, ربما لم أكن امرأة كما يتمناها ,,, وربما كان لدي طاقة كبيرة ولم أكن بودي أن أستنفذها كلها بآن واحد...



كان العشق تمكن من رأسي الصغير ,,, جعلني ساذجة بعينيه العسلية ,,, وأدار لي ظهره وكأنني زوجتهُ التي مل من أوقات الحميمية معها !...



مجنونة به وبتفاصيل تكاد تكون سخيفة ,,, المهم أنها تتعلق به ,,, أراها رائعة ومتقنة الجمال...



بيتي القديم \ الصوفة الزرقاء \ الزاوية المتراكم بها جرائد بشكل فوضوي \ الصابونة التي كان يحب رائحتها \ وربطة عنقه التي نزعها عندما كان هنا



وأنا ,,, مشتاقون إليه وإلى أصابعه الذهبية...



كان ينحتُ جسدي كالنحاتين ويرسمُ ما يشاء من الأنهار والأودية وتضاريس يتعشقها بجسدي ويلونها كالرسامين المحترفين بـ ألوان أشبه بالسحر ,,, مختلطة وممزوجة ببراعة فائقة...



قلعتك \ جسدي ,,, باتُ كـ جزيرة مهجورة \ قرنفلة يابسة \ وتوتاً مخضب موتاً...



سباتي العميق بقوة عودتك قد يقتلني ,,, وقد يجعلني صديقة الليل فـ أراقبُ النجوم حتى الأحتقان بالألم والخيبة...



لم أكن مملة إلى هذا الحد ؟!..



هكذا قلتُ لهُ بعد ثلاث شهقات من عمرنا...



إيماني بـ أن الرجل دائماً يبحث عن الجديد والغامض إيماناً كاملاً ,,, أنا أصبحتُ امرأة قديمة بعينيه ,,, امرأة واضحة لا تخبئ المشاعر...



ربما كنتُ مخطئة لـ نثر غوايتي \ بوحي لهُ ,,, وربما كنت أتنفس العشق وأزفره كل دقيقة معهُ لهذا كان كـ شيء من السحر تملكني فـ أفصحت عما يخفيه قلبي الملئ بالفرحة والحياة...



آآآه يا قلبي ,,, كيف أعطيك قبلة الحياة كي يضخ الفرح بعروقك من جديد ؟؟...



أين أبحث عن فم يشبهُ فمه ؟؟...



وهل سيقبل قلبي هذا الفم ؟؟...



أدركُ تماماً أن قلبي يشبه هذا الرأس العنيد ,,, لا يقبل بشيء...



إذاً ,,, فالتعش يا قلبي يتيماً فـ لربما لن يضخ بك الفرح \ الحياة \ الحب \ العشق \ والجنون من جديد....







يونيو \ 2009 م



* * *



-38-

البرود الذي يغتالني \ يجتاحني لم يأتي هكذا ,,, وإنما تمكن من أعصابي التي عجز عنها الأطباء وأدويتهم بعدما سكن جسدهُ امرأة غيري !...



أصبحتُ امرأة تمثال ,,, منحوتة \ مبتسمة \ مائلة الرأس...



كل ما أتذكرهُ أنني غرقتُ ليلتها بالبكاء ,,, لم أعد أبكي عليه من حينها ,,,, ربما أصبح لا يعنيني ,,,, وربما شيءً ما تجمد بداخلي ...



ربما هو قلبي ,,, ماعادت تدق أجراسه !...



لا أنكر أنهُ كان يمنحني السعادة ,,, بل أكثر من هذه الكلمة التي تبدأ بـ أل التعريف وسين و عين وألف ودال وهاء...



وأيضاً لا أنكر حجم الجحيم الذي وضعني به ليلتها !...



حملتني قدماي إلى البانيو ,,, أدرتُ الصنبور ,,, جعلتُ الماء يغسل جسدي ,,, ويهطل عميقاً عميقاً وغرقتُ بالبكاء !...



أسباب مبهمة أبكتني لحظتها ,,, أردتُ شيئاً مختلف ,,,, وحصل لي شيئاً مختلفاً تماماً عن ما كنتُ أريدهُ !...



أتكاسل عن تمشيط شعري ,,, أجعلهُ مفروداً كما كان يحب أن يراني ,,, أغرقُ أمام المرآة ,,, اتأملُ ملامحي التي بدأ عليها خطوطاً رفيعة !...



أمرر أصابعي فوق شفتاي ,,, كان يعشق تمسيدهما ,,, كان يزرع بهما الشوق والجنون...



أعشقُ جنونه الذي غاردني وغادر تقاطيع وجهي !...



كان يقبعُ بتفاصيلاً ليس مسموحاً لأحد أن يراها غيري ,,, كان يتمكن منها بدقة متناهية ,,, بمكر أنثى عاشقة أخبرهُ : كم كنتُ أتوق إلى هذا الجنون ,,, وإلى رجلاً يتملكني ويزرع الشوق بي...



أنت أستطعت أن تنثر الجنون أمام طريقي ,,, وأستطعت أن تتملكني وتزرع الشوق بجميع نقاط جسدي...



كان يستمتعُ كثيراً بحديثي ,,, كنتُ أروق له لدرجة لا أستطيع أن أصفهُ بها !...



وبعد أن تكسر بنا الزمن ,,,, أصبحتُ امرأة مملة ,,,, أصبح حديثي ممل ,,, وتقاطيع وجهي مملة ,,,, وكل شيء يتعلق بي ممل إلى درجة الغثيان !...



بعشوائية انتقي لباساً ,,, أرفع يداي وأخفضهما برتابه ,,, انتهي بعد امد طويل من ارتداء هذا اللباس الباهت فوق جسدي !...



بيجامة فقدت لونها ,,, ليس من تكرار الغسيل بل من الجسد الذي ماعاد يتقبل لوناً من الألوان !...



أصبغ شفتاي قهراً ,,, وأكحل عيناي السوداء بكحلاً يزيدها حدة \ حقداً \ غروراً متأنقاً...



كان يحبني أكثر عفوية وأكثر صفاءً ,,, لم تزل كلماتهُ حول المساحيق تستحضرني ,,,, لامعه \ بهلوانه \ حاقده ,,, لا تضعي كثيراً منها فإنك تزدادين سوءاً !...



أعشق طبيعتك ,,, أبقي طبيعية...



لم أكذب عليه يوماً ,,, بل كان كل شيء يسير عكس ما كنت أريده وما كان يريدهُ ,,,, لم يكن بوسعي أن أفعل كما يفعل وأنعتهُ كما نعتني بـ الكاذبة !..



وماكنتُ لأدافع بهجومية عن نفسي ,,, كل ما أستطعت فعلهُ حينها غادرتهُ ,,, ذهبتُ حيث الهواء الطلق ,,, أستنشقتُ عميقاً عميقاً وأشعلت سيجارة ,,, أحرق وجهي لهيبها ,,, لم أكتفي عند هذا القدر ,,, أشعلتُ الأخرى ,,, شيء ما بداخلي يحترق ,,, عدتُ من جديد إلى أدراجي ,,, وغرقت بالبكاء ,,, غرقت كثيراً ,,, وددتُ أن أقول له : " صعب هو الأختيار ,,,, صدقني لا طاقة لدي ,,, لا أريدُ أن أختار ,,, سـ أفشل حتماً "...



وددتُ أن أتعلق بصدره قائلة : " أرجوك ,,, لاتغادرني ... لا تغادرني "...







" رغماً عن أنفي

سقطتُ من أعلى الدرج الرخامي

وتكسرت جميع ممتلكاتي !.."





" لن أعلق شعار الحداد

فـ أنا أكرهُ الحداد...

ربما أستعيد يوماً ما خسرتهُ

وربما تسقط بيدي ورقة يناصيب

تجعلني أميرة !..."



الحلم بـ المجان

فـ دعوني أحلم كيفما أريد...





يونيو \ 2009 م



* * *



-39-

سحقاً للسعادة التي ترتبط بـ ورقة وأمومة ومنزل مؤثث بـ أثاث بارد...



تعجبني جرأة سيمون دي بوافوار بل أنني من أنصارها ,,, ولـ يلعنني اللاعنون ,,, ماعدتُ أهتم لفكرة اللعن التي سوف تصيبني جراء ما أميل إليه...



أنا السيدة المجنونة ,,, أشعرُ بالسعادة بدون هذه الورقة ,,, وبدن هذا الرحم الذي لا يستطيع الأنجاب قط ...



أنا أقيم مناسك عشقي كما يحلو لي...





أقفلتُ الصفحة...
وبعد مرور يومان من الغضب الذي أكل جزءً من رأسي...



كتبت :


ربما هو الغضب الذي صنع تلك الكلمات الجاحدة...

وربما لستُ مختلفة عن هذه الحقائق التي أرميها أرضاً !...







" صباح السعادة المتآكلة هماً

صباح كل شيء جميل غادرني

صباح فيروز التي تغبش عيناي بالبكاء "...


 

ربما سـ أصبح بخير عندما تعود...

يونيو \ 2009 م



* * *



-40-

كل النساء فيروز...



وكل النساء يتراجعن عندما يعلمن أن الشخص الذي يعشقن قلبه وربما أيضاً جسده صار بين يدي امرأة اخرى...



أنا لستُ فيروز ,,, ولستُ كـ جميع النساء ,,, لم أتراجع عندما علمتُ أن قلبهُ وجسده صار بين يدي امرأة اخرى !...



كبريائي مقتول ,,, أضاجعهُ ألفاً بنظرتي ,,, أستبيحُ ذالك الوقت الضيق الذي يأتي إلي جائعاً...



أتلذذ بما أفعلهُ ,,, مجنونة أنا هكذا يقول وبـ أصرار وتشدد...



" المجنونة مستمتعة واش عندك ؟



الليّ ما عجباتوش المجنونة يحوّل وجهه !



والله يعيش اللي عجباتوش "...



أضحك عندما تملؤني رائحة خيانته ,,, أسحب يداه بقوة وأضعها فوق خاصرتي ,,, " نبغي نرقص معاك للصبح "...



أجبرهُ كـ ما فعلتُ بـ آخر لحظات حميمية بيننا ,,, أجبرهُ على أظهار جميع بذائاته ,,, أتلذذ أكثر ,,, " مجنونة بتحلق بسماك السابعه "...



" أتخيل " جميع النساء يلملمن أغراضهن ساعة الرحيل...



" أتخيل " لحظات الشتم واللعن والغضب على تلك الساعة التي جمعت بينهن وبين من أحببن...



" أتخيل " يمسكن أقلام أرواجهن ويخطن على المرآة باللون الأحمر " أكرهك "...



" أتخيل " أنهن قد يحرقن ذالك المكان الذي تصاعدت به أبخرة الشهوة...



" أتخيل " مدى قوتهن بصفع من أحببن يوماً وبلا تردد...



وأنا...



لم ألملم أغراضي بل وضعتُ أشيائي الخاصة ملء عينيه...



وخططتُ بالمرآة بـ قلم حمرتي الأحمر " أحبك "...







" غني يا فيروز



فـ النساء يملؤونك وتملئينهم ! "..

يونيو \ 2009 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق