أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الأحد، 28 مارس 2010

مذكرات أنثى لاجئه " 20 "



-96-

أصابعكِ النحيلة مغرية للتقبيل يا ماما . .

كل عام وأنتِ بخير يا شمعتي المضيئه . .

كل عام وأنا طفلتكِ كما تزعمين . . كما تريدين . .


فكرتُ كثيراً ماذا سأهديكِ يا غاليتي هذا العام . .

" ست الحبايب " وبصوتي . .

أجل ستكون هذه هدية مميزة . .

ستكون مختلفة عما سواها . . أنا التي أغرقكِ بالهدايا دون أخوتي كما تقولين . . ستكون هديتكِ مختلفة يا ماما اليوم . .


شيء دافئ هذا اليوم يشتعل
يحرق وجنتينا حمرة
عند الباب أحترق
فوق صدركِ أحترق
بعيدة أو قريبة أحترق
أحبك يا ماما . .

17 : 12 ص

21 مارس \ 2010 م

* * *


-97-

أبتسم أبتسامة بيضاء بوجه آذار الحزين !

أكتب له : لا تحزن يا آذار . . أنا كنتُ مثلك حزينة . . ثم خلعتُ حزني وأرتديت ثوب السعادة . .


ورقة اليوم مبتسمة !

حبري الأزرق على شفى أن ينضب . . لكنني سعيدة !


قرطي الماسي أوجع أذني . . أسال منها الدماء !

أذني لا تستحمل الأقراط . . وورقي لا يستحمل الحبر الأزرق !


أرتديت ثوباً أبيضاً بوجه آذار . .

غمز لي ضاحكاً . . " تبدين جميلة " !

أبتسمت . . وبانت " غمازات " خدودي . .



33 : 11 م

22 مارس \ 2010 م


* * *


-98-

ما معنى أن نصاب بحالة حنين يرافقها الصمت المهيب. .

وما معنى أن تتكلم أحداقنا بما تشتهي قلوبنا بـ أشياء مالحة وآخرى حلوة . .

وما معنى أن نسجن الكلمة بمساحات ضيقة جداً ولا نطلقها بوجه قلب من نحب !

ربما هو الحب . . وربما هو الكبرياء الذي يغالتنا دون إستأذان منا !


طوقت مساماتي الباردة التي لم يمسها ذلك الرجل بغلاف واق من برد الشوق والحنين . . لكنني رغم هذا مصابة بنزعة خوف هذا البرد الذي قد تطول مدته !


مازالت لعبة أغماس رأسي بالماء قائمة على قدم وساق . . كبرتُ قليلاً . . وزدادت عدد ثواني غمس رأسي داخل الماء !

أنني لا أختنق بسهولة . . ولا أبكي بسهولة . . كما تصورني !


أنا غارقة . . أسفل الماء . . وهو سعيد !

لم يكلف عناء نفسه بـ الأطمئنان علي . . أو حتى رفع سماعة الهاتف يقول كذباً أنه أشتاقني . . أو حتى أفتقد هلوسات الطفلة المجنونه !


كبرت يا رجلي . . كبرتُ أعواماً . . وتغيرت كثيراً . .

ملابسي تغيرت . . ملامحي وجهي تغيرت . . أحذيتي العالية تغيرت . . وصبغات شعري أيضاً !

لا أعلم حقاً ماذا بقي مني !

فـ أنا التي تبحث عن نفسها . . وضاعت أثناء البحث !





27 : 2 ص

26 مارس \ 2010 م


* * *


- 99-

أضحكتني . . أضحك الله سنها . .

كنتُ غارقة برسم كحلة عينيها . . حين وجهت لي السؤال : هل تعرفين اللولب ؟

فتحت عيناي . . وأبتسمت . . وقلت : أجل . . أنه للنساء يستخدمونه لمنع الحمل !

وتفتح عيناها وفاهها زبونتي الثلاثينية . . ثم أردفت : إذن تعلمين . . أنا لم أعلم بهذا اللولب إلا عندما تزوجت . .

هذه المرة ضحكت . . وبثقة كبيرة قلت : أنها خلفية ثقافية لا أكثر . . ثم أنني لم أقرا الكثير عن هذه الأشياء . .

أخاف التعمق . . ولكنني أعلم بعض الأشياء . . القليل فقط . .

ثم أردفت : لقد فاجأتني بسؤالك . . أنا أين وأنت أين . . حتى أنني قلت يا مريم ما دخل اللولب بالمكياج !


واصلت الحديث . . وواصلت زبونتي بفتح عيناها . .

قلت : أستخدمي أبر !

صرخت : أوه . . هل هناك أبر . . لا يوجد أبر . .

خجلت . . وندمت أيضاً لأنني نصحتها . .

قلت : أجل هناك . . هناك امرأة قالت ونحن بمجتمع نساء أنها تستخدم أبر !

أنا لا أعلم حقاً أن كان هناك أبر أو لم يكن موجود . .

لملمتُ حديثنا السخيف وقلت : أختكِ ممرضة . . أسأليها عن طرق منع الحمل . .


الأمومة . .

بعثرتني أياماً هذه الكلمة . .

ولكنني أصبحت بخير . . وعلى ما يرام . .


أن أنجبت طفلة يوماً من الأيام . . سيكون أسمها " فيروزه " . .

وأن أنجبت طفل جميل . . سيكون أسمه " نزار " . .



ولبقية حكايا الأطفال قصص
وَ بعض هلوسات
بورقات آخرى لا تشبه هذه الورقات


28 : 9 م

27 مارس \ 2010 م


* * *


-100-

أكتب هذه الورقة الأخيرة من المذكرات عند آذان الفجر. .

ملائكة الله يتلون التسابيح . . يستغفرون . . يكبرون . . يهللون . . ويشهدون " أشهد أن لا إله إلا الله . . وأشهد أن محمد رسول الله . . وأشهد أن علي ولي الله " . .


سعاد الجميلة ستستيقظ . . وكعادتها ستعاتنبني قليلاً بجملتها التي أسمعها كل ليلة " نامي يا يمه . . أذن الفجر . . خافي على عيونك . . خافي على صحتك . . نامي . . "

كيف أنام يا أمي وأشياء كثيرة تعذبني وتقلبني يميناً وشمالاً ؟

لا أستطيع أن أستريح . . لا أستطيع . .

أجيبها : حسناً . . سأنام الآن . .


أرتب فوضى مشاعري . . وأنشرها داخل فنجان قهوتي . .

البن تشكل على أطراف فم الفنجان . . أحتاج هذا الصباح لعرافة تقرأ طالعي . .

لا عرافات مستيقظات الآن . .

لا يوجد حولي إلا سعاد و الملائكة . .


تأمل هذا الصباح يبعث بنفسي شيء من الطمأنينة. .

ليتني أسمع التسابيح والتهاليل . .

ليتني أسمع صوت الملائكة . .

ربما هي رغبة مجنونة . . لكنها من أعماقي !


قبل أن أغادر الورقة الأخيرة . . وقبل أن تغادرني . .

تأملتُ جيداً ما كتبته منذ عام ويزيد . .

تألمتُ كثيراً . . وددتُ لو أنني أستطيع البكاء كـ تلك اللحظة اللي بكيت بها وأنا أكتب بعضاً من جروحي . .

لكنني أبتسمت لتورطي عاماً بهذه المذكرات !

أبتسمت لأنني تذكرتُ أناساً كثيرون رغم أنهم لا يتذكرونني !

أبتسمت لأنني سطرت لرجل لا يستحقني أحرف كثيرة . .


وقبل أن أضع قلمي جانباً . . وأغلقه . .

سأقول : أنا رباب العادية جداً . . والبسيطة جداً . . سررت أن هذه المذكرات قد ختمتها خاتمة جميلة تليق بالتي سطرتها بـ آخر ورقة . .

الآن أسمع خطاها . . أنها قادمة صوبي !



46 : 4 ص

28 مارس \ 2010 م


* * *


الخاتمة


لكل شيء نهاية

وهذه نهاية مذكراتي . .


أتمنى أن لا أتورط بـ أشياء تشبهها

فـ لا شيء مما سطرته طوال مدة كتابتي تشبه هذه المذكرات. .

من حيث الحجم والمدة الزمنية والمشاعر الصادقة التي تخللتها أحداث حياتي . .


أقراؤني بشكل سليم

حينها ستعرفون من أنا



تحياتي الحاره

رباب العبدالله . .





51 : 4 ص

28 مارس \ 2010 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق