-96-
أصابعكِ النحيلة مغرية للتقبيل يا ماما . .
كل عام وأنتِ بخير يا شمعتي المضيئه . .
كل عام وأنا طفلتكِ كما تزعمين . . كما تريدين . .
فكرتُ كثيراً ماذا سأهديكِ يا غاليتي هذا العام . .
" ست الحبايب " وبصوتي . .
أجل ستكون هذه هدية مميزة . .
ستكون مختلفة عما سواها . . أنا التي أغرقكِ بالهدايا دون أخوتي كما تقولين . . ستكون هديتكِ مختلفة يا ماما اليوم . .
شيء دافئ هذا اليوم يشتعل
يحرق وجنتينا حمرة
عند الباب أحترق
فوق صدركِ أحترق
بعيدة أو قريبة أحترق
أحبك يا ماما . .
17 : 12 ص
21 مارس \ 2010 م
* * *
-97-
أبتسم أبتسامة بيضاء بوجه آذار الحزين !
أكتب له : لا تحزن يا آذار . . أنا كنتُ مثلك حزينة . . ثم خلعتُ حزني وأرتديت ثوب السعادة . .
ورقة اليوم مبتسمة !
حبري الأزرق على شفى أن ينضب . . لكنني سعيدة !
قرطي الماسي أوجع أذني . . أسال منها الدماء !
أذني لا تستحمل الأقراط . . وورقي لا يستحمل الحبر الأزرق !
أرتديت ثوباً أبيضاً بوجه آذار . .
غمز لي ضاحكاً . . " تبدين جميلة " !
أبتسمت . . وبانت " غمازات " خدودي . .
33 : 11 م
22 مارس \ 2010 م
* * *
-98-
ما معنى أن نصاب بحالة حنين يرافقها الصمت المهيب. .
وما معنى أن تتكلم أحداقنا بما تشتهي قلوبنا بـ أشياء مالحة وآخرى حلوة . .
وما معنى أن نسجن الكلمة بمساحات ضيقة جداً ولا نطلقها بوجه قلب من نحب !
ربما هو الحب . . وربما هو الكبرياء الذي يغالتنا دون إستأذان منا !
طوقت مساماتي الباردة التي لم يمسها ذلك الرجل بغلاف واق من برد الشوق والحنين . . لكنني رغم هذا مصابة بنزعة خوف هذا البرد الذي قد تطول مدته !
مازالت لعبة أغماس رأسي بالماء قائمة على قدم وساق . . كبرتُ قليلاً . . وزدادت عدد ثواني غمس رأسي داخل الماء !
أنني لا أختنق بسهولة . . ولا أبكي بسهولة . . كما تصورني !
أنا غارقة . . أسفل الماء . . وهو سعيد !
لم يكلف عناء نفسه بـ الأطمئنان علي . . أو حتى رفع سماعة الهاتف يقول كذباً أنه أشتاقني . . أو حتى أفتقد هلوسات الطفلة المجنونه !
كبرت يا رجلي . . كبرتُ أعواماً . . وتغيرت كثيراً . .
ملابسي تغيرت . . ملامحي وجهي تغيرت . . أحذيتي العالية تغيرت . . وصبغات شعري أيضاً !
لا أعلم حقاً ماذا بقي مني !
فـ أنا التي تبحث عن نفسها . . وضاعت أثناء البحث !
27 : 2 ص
26 مارس \ 2010 م
* * *
- 99-
أضحكتني . . أضحك الله سنها . .
كنتُ غارقة برسم كحلة عينيها . . حين وجهت لي السؤال : هل تعرفين اللولب ؟
فتحت عيناي . . وأبتسمت . . وقلت : أجل . . أنه للنساء يستخدمونه لمنع الحمل !
وتفتح عيناها وفاهها زبونتي الثلاثينية . . ثم أردفت : إذن تعلمين . . أنا لم أعلم بهذا اللولب إلا عندما تزوجت . .
هذه المرة ضحكت . . وبثقة كبيرة قلت : أنها خلفية ثقافية لا أكثر . . ثم أنني لم أقرا الكثير عن هذه الأشياء . .
أخاف التعمق . . ولكنني أعلم بعض الأشياء . . القليل فقط . .
ثم أردفت : لقد فاجأتني بسؤالك . . أنا أين وأنت أين . . حتى أنني قلت يا مريم ما دخل اللولب بالمكياج !
واصلت الحديث . . وواصلت زبونتي بفتح عيناها . .
قلت : أستخدمي أبر !
صرخت : أوه . . هل هناك أبر . . لا يوجد أبر . .
خجلت . . وندمت أيضاً لأنني نصحتها . .
قلت : أجل هناك . . هناك امرأة قالت ونحن بمجتمع نساء أنها تستخدم أبر !
أنا لا أعلم حقاً أن كان هناك أبر أو لم يكن موجود . .
لملمتُ حديثنا السخيف وقلت : أختكِ ممرضة . . أسأليها عن طرق منع الحمل . .
الأمومة . .
بعثرتني أياماً هذه الكلمة . .
ولكنني أصبحت بخير . . وعلى ما يرام . .
أن أنجبت طفلة يوماً من الأيام . . سيكون أسمها " فيروزه " . .
وأن أنجبت طفل جميل . . سيكون أسمه " نزار " . .
ولبقية حكايا الأطفال قصص
وَ بعض هلوسات
بورقات آخرى لا تشبه هذه الورقات
28 : 9 م
27 مارس \ 2010 م
* * *
-100-
أكتب هذه الورقة الأخيرة من المذكرات عند آذان الفجر. .
ملائكة الله يتلون التسابيح . . يستغفرون . . يكبرون . . يهللون . . ويشهدون " أشهد أن لا إله إلا الله . . وأشهد أن محمد رسول الله . . وأشهد أن علي ولي الله " . .
سعاد الجميلة ستستيقظ . . وكعادتها ستعاتنبني قليلاً بجملتها التي أسمعها كل ليلة " نامي يا يمه . . أذن الفجر . . خافي على عيونك . . خافي على صحتك . . نامي . . "
كيف أنام يا أمي وأشياء كثيرة تعذبني وتقلبني يميناً وشمالاً ؟
لا أستطيع أن أستريح . . لا أستطيع . .
أجيبها : حسناً . . سأنام الآن . .
أرتب فوضى مشاعري . . وأنشرها داخل فنجان قهوتي . .
البن تشكل على أطراف فم الفنجان . . أحتاج هذا الصباح لعرافة تقرأ طالعي . .
لا عرافات مستيقظات الآن . .
لا يوجد حولي إلا سعاد و الملائكة . .
تأمل هذا الصباح يبعث بنفسي شيء من الطمأنينة. .
ليتني أسمع التسابيح والتهاليل . .
ليتني أسمع صوت الملائكة . .
ربما هي رغبة مجنونة . . لكنها من أعماقي !
قبل أن أغادر الورقة الأخيرة . . وقبل أن تغادرني . .
تأملتُ جيداً ما كتبته منذ عام ويزيد . .
تألمتُ كثيراً . . وددتُ لو أنني أستطيع البكاء كـ تلك اللحظة اللي بكيت بها وأنا أكتب بعضاً من جروحي . .
لكنني أبتسمت لتورطي عاماً بهذه المذكرات !
أبتسمت لأنني تذكرتُ أناساً كثيرون رغم أنهم لا يتذكرونني !
أبتسمت لأنني سطرت لرجل لا يستحقني أحرف كثيرة . .
وقبل أن أضع قلمي جانباً . . وأغلقه . .
سأقول : أنا رباب العادية جداً . . والبسيطة جداً . . سررت أن هذه المذكرات قد ختمتها خاتمة جميلة تليق بالتي سطرتها بـ آخر ورقة . .
الآن أسمع خطاها . . أنها قادمة صوبي !
46 : 4 ص
28 مارس \ 2010 م
* * *
الخاتمة
لكل شيء نهاية
وهذه نهاية مذكراتي . .
أتمنى أن لا أتورط بـ أشياء تشبهها
فـ لا شيء مما سطرته طوال مدة كتابتي تشبه هذه المذكرات. .
من حيث الحجم والمدة الزمنية والمشاعر الصادقة التي تخللتها أحداث حياتي . .
أقراؤني بشكل سليم
حينها ستعرفون من أنا
تحياتي الحاره
رباب العبدالله . .
51 : 4 ص
28 مارس \ 2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق