.
.
.
من الممتع أن أجد في صندوقي رسالة ما . .
رغم أنها ليست لي . . بل لها . . ولكنني قرأتها أكثر من مره !
وَ
كان الرد له وليس لكاتب تلك الرساله !
وكانت الرسالة بصندوقي كـ التالي :
- أجدكِ في كلّ تفاصيل الرّبيع ..
الشّمس الدّافئة التي تستيقظُ باكراً وتقدّمُ لنا وجباتُ الدّفءِ التي حُرمنا منها في حضرة الشّتاء ..
العصافيرُ التي تُغنّي وترقصُ فرحاً بموسمِ العشق , على أغصانٍ خضراء تتمايلُ مع كلّ قبلةٍ
وتُخفي بأوراقها بعضُ الجنون وبعض العقل !
الأعشاب الخضراء وكأنّها ثغرُ الأرضِ المبتسم حينَ يفوحُ منها انتعاشٌ يعرفُ طريقه لأعماقِ الرّئة ..
الثّمارُ اليانعة التي تُشعلُ شهيّتي لاقتطافٍ وقضمة !
الأزهارُ الملوّنة وهي تبثّ عطرها نغماً تُطرَبُ بهِ كلّ الحواس ..
- حينَ انتِظار مقدمك , أصبحُ خريفاً بائساً يتساقطُ الصّبرُ والأملُ من مساماتِ جلدي حتّى أُصبحُ حزناً عارياً ! ..
أودّ ارتدائكِ روحاً وجسداً , وطناً ومنفى ..
- في ساحةِ الانتظار تأتي الشياطينُ بأفكارٍ متّسخة بالوجع وتنثرها في الأرجاءِ كبذورٍ تنمو أشجاراً شائكة ..
كوني تعويذةً تصعقُ هذه الشّياطين , وأمطاراً تحوّل صحاري القلبِ إلى بساتين وأنهار , وربيعاً يطغى على باقي الفصول !!
.
.
.
وكان ردي :
أتجدني في كل التفاصيل . . وأنا الربيع الذي يختنق ؟
ألم أقل لك مسبقاً أنني ربيع مختنق ؟
ألم تقرأني كما تعودت مسبقاً ؟
أعلم أنك مللت تفاصيل حرفي . .
أعلم أنك تجدني بشؤونك الصغيرة والكبيرة . .
أعلم أنني ملتصقة بك إينما ذهبت وإينما وقعت قدماك بسرير امرأة آخرى !
أعلم أنك تلثم عطرها . . تشمه بـ أرنفة أنفك . . تتعمق بإستنشاقه . . تتصور عطرها عطري !
وأعلم أنك تدرك أنني ضعيفة كـ أي امرأة أمام غزل رجل يتقن كتابة فن رسالة غرامية توقض بها
رغبتي بالأقتراب منك حتى الألتصاق !
أنا لن ألتصق بك . . رغم أنني ثمرة يانعة . .
أنا لن أوزع بتلات جسدي لـ رجال يشبهونك , لا يستحقونني مطلقاُ . .
أنا سأحتفظ بكل ذرة عطر لنفسي . .
ونفسي فقط من يستحق هذا الوفاء . . لا أنت !
انتظرني . . فـ أنا أحبّ أن أراك خريفاً متساقطاً . .
انتظرني وَ أنتظر الربيع الذي لم يأتي . . ولن يأتي !
التوقيع \ امرأة يافعة جداً . .
.
.
.
55 : 1 ص
12 مارس \ 2011 م
بريد \ مرسال أول
شبكة ملاذ الروح الأدبية ..