أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الأحد، 7 مارس 2010

مذكرات أنثى لاجئه " 6 "



-26-

أكرهُ الوجوه الباردة التي تحملُ اتهامات باذخة العهر...

وأكرهُ زغاريد الابتهاجات التي قد تقتلُ فرحتنا الشحيحة....

ليت نصف النساء يتعاملون بـ كبرياء أنف ليلى ,,, لو فعلوا ,,, ما سقطوا بـ أودية الخيبة...

وليت نصف الرجال يتعاملون بـ جنون نيتشه ,,, لو فعلوا ,,, ما تلطخت صفائحهم بـ صفعة هجر نسائهم....


هنا بـ منفاي ,,, أرى كثيراً من الوجوه الباردة ,,, وأسمع زغاريد تصعق عقلي من بؤسها....

أرى طفلة أتعبها الشقاء ,,, وطفل يتمنى طهر طفلة...


هنا ,,, لا أسمع نشوة غناء ,,, كأن الملائكة غاضبة على تلك المدينة السوداء...

أرى مقابر ثلجية ,,, يخرج الأموات من قبورهم ,,, يرقصون فوق الثليج ,,, يمسكون ببعضهم البعض خوفاً من أن يفقدون بعضهم...


أرى حفيدة الأشراف قد ركعت على ركب حبها ,,, ترجوه أن لا يرحل عنها ذات مساء...

أرى أجنحة الشرفات قد تمزقت ... تمزقت ... تمزقت ... ولم يبكي سوى حمائم تلك الشرفات...


لا شيء يشبه هذا المنفى ,,, و رائحة الراحلين هنا تحلق في السماء ,,, تحلق بـ عجرفة وتقول : أنظروني أنا شيطان القلب الخائن...

وأصفع ذالك الطيف بـ شراهة وغضب وأقول : وأنا كنتُ نزواتك الصادقة ,,, وأنت كنت موتاً يشبه الرقص ,,, كنتُ أتلذذ بذالك الموت ,,, وذالك الرقص...

وأنت ...

كان يعجبك رقصي...

كان يدعوك للمضي نحو لحظات شهية...

كان كل شيء كـ معبد مضاء بالشموع وأنا آلهة العشق لديك...



26 ابريل \ 2009 م

* * *

-27-

بدء صيف المنفى...

أصابعهُ تخنقني ,,, لا مجال للصراخ....

وذالك الشيخ الضرير الملقى على فراشاً أبيض يمدني بالقوة حينما أنظرهُ يتكئ على غصن قلبي...

وأعطيتهُ عصا من أغصان قلبي ليهش بها ما يزعجهُ...

كم أحببتهُ ,,, وكم أحبني...

آآآآآه ,,, رحل قبل أن أراه !!...


سر بيننا...

لا أقوى البوح به ,,, حتماً سـ أخذه إلى قبري ,,, لا تقلق هكذا أخبرته....


أريدك أن تسامحني لأنني خلعتُ تاج أسرتنا ومضيتُ نحو حياة البسطاء...

أريدك أن تسامحني لأنني لم أستطع أن أكون حفيدة مطيعة مخدرة على سراط قوانين الأسرة...

أريدك أن تسامحني لأنني لن أبقى كما تريد...

لا تغضب ,,, فـ أنت بالسماء حر طليق ,,, وأنا مسجونة بأرض شوارعها ميته ,,, أناسها لايرحمون...

لا تغضب ,,, فـ أنت رحلت قبل أن تزفني ,,, أنت من وعدتني بـ ليلة ليست كـ ليلة عادية ,,, الآن ماعدتُ أحلم بثوب أبيض

ورجل صالح كما تمنيت لي...


لا أقوى على كتابة المزيد لك ,,, أحبك...



مايو \ 2009 م

* * *

-28-

أود أن أصرخ بأعلى صوتي قائلة : آش بإيد الميت مايعمل قدام غسالو ؟


كيف أسترجعك ؟

هل يصل إليك حديثي هذا وأنت بالسماء ؟

هل تلعنني لأنني ماعدتُ أنا التي تعرفها ؟

وهل يصلك عذري ؟


ليتك تعلم أنني سـ أموت لأضع رأسي فوق صدرك لأجهش بالبكاء ويداك تربت فوق رأسي...

أحبك...



6 مايو \ 2009 م

* * *

-29-

أصبحتُ لا أثق بالرجال ,,, واحداً تلو الأخر خذلني...

واحداً تلو الأخر صفعني...

أيضاً هو ,,, خذلني \ تركني محترقة ,,, لملم بعضاً مني وبعضاً منه ,,, وخلد للنوم ,,, ربما هو الأن بجانب عشيقتهُ الأبدية

وربما نائم وحدهُ وجدران تلك الغرفة تسعلُ خواء وتطالب بـ أنثى مرتدية ثوب البياض تعالج السعال \ الخواء...


آآآآه ,,, كم أود أن أقترب إليه وأعانقهُ قائلة : " اشتقت إليك كثيراً "...

ولكن خوفي يمنعني من الأقتراب منه ,,,, أنني أخافه ,,, أنه يشبه أبي كثيراً ,,, ملامح بها كثيراً من القسوة ,,, نظرات حادة ترعبني ,,, ومشاعر باردة جداً كـ قطع الثلج !...


منذُ فترة طويلة ,,, وأنا أصنع امرأة أخرى بي ,,, امرأة قاسية ,,,, لا تعرف التسامح ,,, لا تقتنع بالقليل ,,, تأخذ فقط وليس بمقدرتها أن تعطي

شيئاً حتى ولو بوسعها !...

ربما نجحتُ قليلاً ,,, فما عاد الحديث الجميل يبكيني ,,, و ماعاد شجن البكاء عالقاً بـ أطراف أهدابي السوداء...


تأخرت الساعة ,,, سأخلد إلى النوم و سـ أترك حماقاتي \ كتاباتي جانباً...


41 : 2 ص...

10 مايو \ 2009 م

* * *

-30-

أعلنتُ تنازلاتي عن جميع أشيائي الخاصة \ العامة...

أعلنتُ أنني سوف أبقي جميع مشاريعي المستقبلية \ هو \ أنا \ أفراد أحبهم \ أبغضهم ,,, معلقين هكذا....

أعلنتُ أنني سوف أتقاعد مبكراً عن هذا القلم الذي شاخ لأنك تمقت ما أكتب إليك وتراه أنه من التفاهة أن أكتب هذا كله لك ولغيرك !...

كنتُ أرى أن من التفاهة أن لا أكتب شيئاً أشعر به ,,,, الأن فقط أقتنعت بما كنت تريد أن تقنعي به !...


كل شي تغير بالنسبة لي ,,, حتى زرقة البحر ,,, فقدت لونها بعدما ملت نوارس هذا البحر الهادئ سماء هذا البحر ورحلت...

ماعدتُ أشعر بالراحة وأنا جالسة لما يقارب الساعة لوحدي أتأمل الزرقة الباهته !...

شيء ما قد سرق مني هنا ,,, لا أعلم ماهو...

وهذا البحر لا يجيبني ,,, صامت كـ بيت مهجور...


ألقيتُ بهديتهُ الأولى التي لم يستلمها بقاع البحر ,,, لا أود أن أحتفظ بها طويلاً ,,, كانت له ,,, ولا أريد أن تكون لغيره

لهذا قررت أن تكون بمكانها الصحيح !...


أود أن ألتقي به ,,, بمحض الصدفة كـ لقاءنا الأول لـ أقول له : أنني لا أقدم أعذار واهية كـ خوفي المتأصل بي ,,, ولم أعلن تنازلاتي عن عبث وقلة إدراك وقبح...

أنني وبكل بساطة مقيدة بـ آلهة تمنعني من التنفس بـ حرية مطلقة...

كم أود أن أقتل سلالات القلق بداخلي ,,, وكم أود أن أتخلص من جميع مايمنعي عن التنفس...

وأنت ماذا تود أن تقول لي ؟ ,,, سؤال أطرحهُ ملياً علي ولا أجد له أجابة...


قد تكون مثلي تماماً ,,, سئمت من جميع ما بك \ ما حولك...

وربما أفضل مني بقليلاً من التجهم على البعض...

ولكن..

كنا نشبهُ بعضنا البعض ,,, كنا كـ شيء لامع ,,, برق فجأة ,,, وأنطفئ فجأة !...



10 مايو \ 2009 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق