-91-
بعضاً مني ومن صباح دمشق . .
ليس ككل صباح يمر بي . .
جمع بين طقوس الفصول الأربعة ذالك الصباح . .
وذالك الأحمق الأشقر الذي أعترض طريقي ,,, أخافني ,,, أخاف صباح دمشق . .
خطوات هذا الصباح مختلفة . .
مر بي ألف وجه إلا وجهك ,,, ضاع بين الزحام !
مر بي ألف بائع إلا أنت المشتري مسبقاً قلبي لم أجدك !
كم تأملت شفاه الدمشقيين ,,, شفاهك هكذا أيها المدخن ,,, كنت أقولها وأشعر بغبائي !
هل ستقول عني غبية \ حمقاء عندما أقول لك أن شفاه ذالك البائع الدمشقي قد شدتني للنظر إليها ؟
هو يشبهك أو أنت تشبهه ,,, ربما كلاكما تشبهان بعض . .
عطر \ صوت فيروز يصدح بالشوارع . .
ورائحة القهوة تعتلي منصة " البلكونه " لتقول : صباح الخير يادمشق. .
ومازلت أخطو . .
وألمح ذالك " الختيار " يدفئ نفسه بموقدة صغيرة جعلني أبتسم ,,, فـ شتاء دمشق يختلف عن شتائنا !
لا أعلم هل أنا أعبر شوارعها أم هي التي تعبرني ؟!
هي التي سكنتني أعواماً ومازالت تسكنني !
ومازلت أخطو . .
وهذه المرة بللني مطر دمشق . .
لم أحتمي بمظلة بل جعلتهُ يبللني ,,, فـ أنا أعشق التبلل بـ مطر يعجن أشواقي. .
" الكتابة بـ أجواء دمشق يعني تلبس الجنون . .
وكم أعشق الجنون \ الهذيان " . .
ذات صباح جميل . .
دمشق \ 2009 . .
* * *
-92-
ومرت أيام عيد الأضحى المبارك بسلام . .
مرت وأنا لم يتحرك بي ساكن ,,, قلتها بكلمات مستغانمية : بجبن أنثى لن أعايدك . .
لاتستغرب من برودي ,,, فـ أنا الآخرى لم أنتظر منك " مسج " معايدة على ذالك الأختراع الأخرق " الموبايل " . .
لم أنظر إليه ,,, ولم أفكر بكتابة رسالة تصل إليك بسرعة البرق ربما لا تقرأها بتمعن وربما لن يكون لديك وقت لقرأتها . .
فضلت الأنهزام مبكراً على خوض معايدة باردة قد تقتلني \ تبكيني ! . .
هذا العيد مختلف . .
كنتُ " أماً " لـ أربعة أطفال وأنا التي لم تتزوج بعد ! . .
كم هو صعب هذا الدور ,,, أشعر بالتعب لمجرد التفكير أن هذا الدور لابد لي من خوضه شئت أم أبيت . .
هذا العيد منحني كثيراً من الصبر لم أكن أعلمه بي ! . .
أصوات باهتة ربما أحتضنتني يوماً قالت بصوت متقطع : عندك على روحك . . آ رباب . .
هذا العيد كثير من ثمرات ناضجة عصرتها بكلتا يداي . .
وكثير من ضحكات عشوائية أطلقتها شفتاي ,,, لا مبالاة ,,, سخرية من بعض تلك الأقدار التي أن خطوتها أصبحت الأرض مالحة أكثر وأن لم أخطوها فهي مالحة . . مالحه . .
ومازال ذالك العيد شديد الخجل . .
4 ديسمبر \ 2009 م
* * *
-93-
دوماً . .
للخيبة طعم ,,, وخيبتي معك كـ طعم السكر ,,, فشكراً لخيبتك معي. .
شهران على تلك الخيبة !
أتلذذ بالسكر . . أتلذذ . . ألا تخاف أن أصاب بإرتفعاع نسبة السكر بدمي !
قطعاً . . لا . .
شكراً لمنحك إياي أمراضاً ليست بالحسبان . .
ألمحهُ . .
تجاورهُ أنثى مختلفة عني ,,, لون شعرها داكن بني ,,, ملابسها فاتحة !
ألمحهُ . .
يتأملها بصمت كما تعود أن يتأملني ,,, لم يتخلى عن عادة التأمل بعد !
ألمحهُ . .
يااااه فقد تغير كثيراً ,,, ها هو يكبر أعواماً باليوم الواحد !
دوماً . .
أتجبر . . وأتجبر . . وأتجبر وأغفر لهُ بـ إعماقي . .
أصبحتُ كما يشتهيني ,,, صامتة !
للصمت زوبعة لا يعلمها إلا الصامتون . .
للصمت أنياب تقرض ماتبقى من بقايا العشق ! . .
تباً للذي قرضني دون إذني . .
شهران وهذه المناسبة لا يستطيع قلمي أن يتجاهلها . .
أصبح قلمي يلهث وراء المناسبات !
شكراً للمناسبات التي تستنطق قلمي . .
شكراً للحبر الذي يتحمل حماقات المناسبات . .
كم أكره المناسبات وفقاعاتها الهلامية . .
شهران وأنا أكرر : لن تستطيع أفسادي أكثر !
فـ لستُ نوعاً من المعلبات المفتوحة على مصراعيها وقد بدأ عليها التعفن. .
ولستُ فاكهة سرت ناضرك وأكلت منها حتى الأشباع ثم ألقيت ببقاياها لقطط الحي . .
كسبتُ رهان الشهران . .
ومازلتُ صامته . .
ومازال صامتاً . .
" حل عن سمايَ " . .
13 ديسمبر \ 2009 م
* * *
-94-
وبعد تقلب قلمي أسبوعاً كاملاً يميناً وشمالاً . .
وبعد أن أصبحت ورقات مذكراتي الأخيرة للمناسبات الكبرى فقط . .
أعلن عن مناسبة عظمى هنا . .
مناسبة جعلتني أتساءل كثيراً بداخلي ,,, وقليلاً هنا لأقول :
هل أحزانكِ تشبه أحزاني ؟
هل كان رجلكِ رمادي أيضاً ؟
هل ذقتي من الخيبات ما تجعلكِ تستلقين بـ أسرة المستشفيات وتحت أشعاتهم بلا رحمه ؟
هل كان لـ جدكِ هيبة تشبه هيبة جدي ؟
هل قبعتي أعواماً وأنتِ تتأملين وجهه وشفتاه وأنفه الذي مددوه بـ أنبوب غذاء \ ماء ؟
هل أنجبتي أمكِ ولم تنجبكِ هي ؟
أن حصل لكِ هذا فـ أنا سـ أسامحكِ على سرقة أحرفي !
كيف تسرقينني !
لابأس بذالك ,,, أنها خيانة غير موجعة. .
ولكنكِ لا تستطعين سرقة نسبي ,,, آل عبدالله ورباب . .
خذي أحداثي كلها . .
خذي ألواني وتناسيقي . .
خذي أحزاني . . فلم أعد أكترث ! . .
" كان يجدر بكِ يافتاة أن تغيري صورتكِ
كي لا أحقد عليكِ أكثر . .
كي لا أكره تواجدكِ بـ أحرفي " . .
4 يناير \ 2010 م
* * *
-95-
ساعة السقوط لعينة !
بمن أحتمي وأنا خائفة منك . . وخائفة عليك ؟!
لا أملك أنامل يا عزيزي لـ أضمك الضمة الأخيرة . .
مبتورة الأنامل أنا !
لن أكتب إليك من جديد . .
ولن أحتضنك مرة آخرى . .
ولن نمارس لعبة تشابك أصابعي بـ أصابعك ! . .
لستُ منذهلة من هذه النهاية . . بل أنني مصابة بسعادة شاحبه !
لعبة الألوان أنتهت . . لعبة الكلمات أنتهت . . ولعبة العشق مصابة بوعكة من آثر السقوط !
لا ألعاب بعد اليوم . .
لا نتائج سيئة . . ولا نتائج جميلة . .
اللعنة كبيرة هذه المره !
اللعنة جعلت مبرارتي تصاب بالشلل . . فلم أجد لك هذه المرة مبررات تغفر لك !
أتمنى أن أبتلع حبوب النسيان . . لـ أنسى تفاصيل كثيرة جمعت بيننا . .
أتمنى أن ابدأ نهاري دون أن أتذكرك . . ودون أن أصاب بحنين إليك. .
لم أكتب إليك منذ مدة طويلة . . ربما لأنني قررت مسبقاً أن لا أكتبك . . وأن لا أجعلك بيومي . . وداخل مذكراتي . .
لكن . . ماحدث اليوم كان أكبر من قلمي . . فـ أصبت بحالة إنجبار على الكتابة . .
هذه المذكرات مثخنة بك و بعطرك . .
هذه المذكرات تورطت بك عاماً كاملاً !
أعلم أنك لا تحب قرائتها . . وأعلم أن حرفي قد خطه الشيب بنظرك . . فلا هو متجدد . . ولن يتجدد . . لأنك لاتريد أن ترى التجدد به !
أعلم أن هذا العام كئيب عليك . . وأن النساء قد غادرنك بعد أن مللناك ومللتهم !
هذه المذكرات كانت شاهداً على بعض جنوني . . وبعض خرافاتي . . وبعض هذياناتي . .
هذه المذكرات سقطت اليوم . . وأنا سعيدة بسقوطها !
59 : 6 م
17 مارس \ 2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق