.
.
.
كان ولا زال يحاول إسعادي . .
مسد على شعري , أحسست باليتم وَ القهر , أحسست بدوران الأرض , أحسست بـ اشياء تختنق بداخلي . .
بادرت بعناقه كـ كل ليلة أفعل , لكن بشكل مختلف , وَ بهمس مختلف أيضاً . .
أخبرته بـ أنني سـ أشتاقه وبـ أنني لا أستطيع الصبر على فراقه . .
أخبرني بـ أن المسافة قصيرة جداً , وبأنه سيكون برحاب الله وبجنته التي بالأرض . .
لم أستطع مقاومة الحوار . . لم أستطع مقاومة عيناه . . لم أستطع إلا البكاء وتلطيخ قميصه بـ دموعي ! . .
كانت ليلتنا الأخيرة دافئة جداً . . وعميقة جداً . .
كانت المسافة بين أصابعنا قريبة جداً . . وكانت طاولة المطعم التي تحمل رقم أربعة بـ أنتظارنا . .
مازالت كلماته وكلماتي تتردد على مسامعي . .
أخبره بـ أن الجرسون سيمل من حمله قائمة الأطعمة كل يومين لنا . .
يخبرني بـ أننا سـ نتأتي أن شئنا كل ليلة , دون أن يزعجنا أي شخص . .
أخبره بـ أن الطاولة بـ أنتظارنا . .
يخبرني بـ أنه سينتظر حتى تفرغ أن كان بها عشاق غيرنا . .
أخبره بـ أن المكان سيشتاقنا أن غادرناه هذه الليلة لـ أن بعدها سننقطع مدة , وحتى إنقضاء حجه المبرور . .
يخبرني بـ أن المكان كان جميلاً وعندما وطئت قدمي بلاطه أصبح أجمل بكثير . .
كانت الدقائق تتسارع وكأنها دخلت حرب معي . .
تلك الساعة لا تعلم أنني أصبحت أكره الحروب . . وأكره الصراعات . .
لا تعلم أنني أصبحت مسالمة جداً . .
لا تعلم أنني أصبحت هادئة \ متزنة حد الفجيعة الكبرى ! . .
أغمضت عيناي . . أخبرته أنني أتمنى أن ينتهي كل شي سريعاً . . وأن يعود إلى أحضاني \ أحضان زجته التي تحبه كثيراً . .
كان صاخباً وأنا أتمتم عليه عشقي . . كان رجلاً قوياً بعيني طفل شقي . .
ما أصعب النظر إلى رجل قوي يحمل براءة الأطفال . . يحمل شقاوتهم . . وعشقهم للحياة . .
ما أصعب الأحتفاظ بصورهم داخل أدمغتنا . . وأدمغة الألكترونيات التي نملكها كـ هاتفنا المحمول . .
وما أصعب التحديق بـ اشياء جميلة غائبة ! . .
أخيراً أخبرته بصوت منخفض :
زوجي الحبيب , أن غادرني جسدك فلن تغادرني روحك . . لن تغادرني كلماتك . . لن تغادرني صورك التي ملأت كل اشيائي . .
أحبك فالله وبالله وأمامه . .
أحبك وما كان بيننا وماسيكون خالصاً لايشوبه شائب . .
أحبك وسأنتظر قدومك من السفر . . سأنتظر وجهك الأبيض . . سأنتظر أبتسامتك وأنت تلوح من أعلى سلم الطائرة معلناً قدومك إلى وطنك و صدر محبوبتك . .
أحبك وسأبقى على وعدي لك . . امرأة قوية جداً وصبورة على كل شيء . . كل شيء . .
سـ أختنق أن تأخرت علي . .
.
.
.
ذات مساء ممزوج بالحب وَالوداع . .
11 نوفمبر \ 2010 م