أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الأربعاء، 10 مارس 2010

مذكرات أنثى لاجئه " 12 "


-55-

خلعتُ طفولتي ,,, وما أصعب أن تخلع أنثى طفولتها متأخراً...
كثيراً من الهدوء أصابني وأصاب شفتاي المبيضة جفافاً...


تذكرت قول خطيب روما المميز شيشرون عندما قال : " بعض الوقت لاصدقائك , وبعص الوقت لأهلك , بعض الهدوء لنفسك , وبعد ذلك لا تخف على مستقبلك "...


هل هناك حقاً من يوزع أوقاته بالمجان , بهذا العصر ؟...


عصر النهضة , عصر الألكترونيات الخارقة , عصر المشاعر المزيفة المعبئة بشحنات كهربائية...


ماذا لو نفذت تلك الشحنات \ البطاريات ؟...


ستخلع الأمة بـ أكملها عقلها وسترجع إلى الحمام الزاجل...


كلاً لهُ طريقهُ في الخلع ,,, ليست هذه القضية ,,, القضية بالوقت الذي يستغرقهُ هذا الأمر...


ربما البساطة والدقة هي الفاجعة الكبرى ,,, كـ مجرم فعل فعلتهُ وغادر المكان بدون أن يترك بصمات قد تدل المجني علية من التعرف على الجاني...


ثلاثون سنة من الزواج ,,, من الوفاء ,,, من العطاء ,,, الرجل خلع زوجته من عقله ,,, ولم يكتفى بذالك ,,, فخلعها من جسده !...


هو ,,, يعلم أنهُ ليس الأفضل على الأطلاق...


هي ,,, تعلم أنه سيعود يوماً ما ,,, بعد أن يفلس ذالك الجيب من الدولارات...


هو ,,, سعيد سعادة مؤقته...


هي ,,, تمثل دور اللامكترثه...


هو ,,, يشتري عشقه بماله...


هي ,,, أعطته عشقاً مجانياً خالصاً لهُ...


هو ,,, نادم .. نادم ... نادم لا محاله...


هي ,,, ستغفر لهُ رغم خطاياه الكبرى...


الآن ,,, أنا أريد أن أخلع ذاكرتي قليلاً ,,, أريد لها أن تستريح فهي مجهدة ,,, لم تنم منذ أيام عديدة...


أريد لها سباتاً عميقاً ,,, لا يوقظها حدث ما ,,, صوت ما ....


الآن ,,, أقفلتُ جميع منافذ الوقوف ,,, لا تذاكر لدي ,,, أنا مالكة هذا المسرح سرحتُ جميع الموظفين \ الموظفات...


وعلقتُ لوحة " المسرح مخلوع هذه الأيام "...



يوليو \ 2009 م


* * *


-56-
الرجال لا يبكون إلا على وطنهم و أمهم ,,, لا ثالثة لديهم ليبكوها !...


تنحيت عن سؤالي لهُ ,,, مات سؤالي ,,, ولكنني تمتمته بإقصى قلبي ,,, ألم أكن وطنك ووجه أمك ؟


لا أطالبك بأن تبكيني ,,, فـ قضيتي معك هي الأنتظار...


أنتظارك قتل ربابة ضحكتي ,,, أشم ريحك بندف الياسمين ,,, مشدوهة ببياضها \ بياضك...


ربما ,,, كانت قوتي مصطنعة ,,, فتمزقت كلما ركعتُ على وهن قصتنا الشتائية...


وربما ,,, مازلتُ قادرة على حمل قضيتنا لسنوات عدة ,,, أو حتى يشيب رأسي حزناً...


ورب الألهة ,,, ورب الشمس والقمر ,,, أشم ريحك ,,, أنك آتِ...


دعني أبصرك ,,, فـ أنا مشتاقة إليك...



" ياصاحب السمو والرفعة
مازلتُ أكتب عن أنتظارك...
مع حبي ,,, سيدتك القديمة "..

31 يوليو \ 2009 م


* * *


-57-
يومان أحارب النوم ويحاربني ,,, هزمني ككل مرة ,,, نمتُ نوم متقطع,,


أشبه بنوم العجائز الخائره !...


متعبه حد الموت ولا أستطيع الغرق بالنوم كـ أختي التي تضع رأسها فوق الوسادة وتنام سريعاً !...


أهو مرض نقص النوم الحاد الذي يأكل قواي ويزيدني حدة في العصبية...


أم هو هوس بجعل حواسي مشتعلة أربعة وعشرون ساعة !...


ليس خوفاً بأن لا تستيقظ مجدداً ,,, وأيضاً ليس تحداً ,,, لا أملك وصف لحالتي...


ورب السماء متعبة ,,, أريد النوم ,,, ولكنه يلازمني ,,, ويلازم سكناتي وتحركاتي ,,, كيف لي أن أنام وهو برفقتي أينما أتجهت ؟!...


أحارب كل شيءً به بالكلمات ,,, أمارس هوايتي المفضلة " لصق الكلمات على جدار الخيبة بحبر مائل إلى زرقة البحر "...


تحدثنا طويلاً ذات يوم عن هذا اللون ,,, وعن الصوت المنبثق منه ,,, وكيف يحرك مسامات العشق المغلقة...


أخبرتهُ أنني كنتُ أحبهُ ذات يوم ,,, ولكنني متلونة ,,, لا أستقر على لون معين ,,, فـ كل مرحلة من حياتي لها لون خاص ,,, يلونني وألونه ,,, و يصبغ دواخلي بنكهات مميزة...


يومان وأنا أحاول أقناع طيفه بـ أنني أنزلتهُ إلى مرتبة الأشياء العادية ,,, كي يبقى عادياً ,,, وكي يلازمني طويلاً...


كانت الفكرة غير ناضجة بالنسبة لهُ ,,, أما بالنسبة لي فـ قد كانت ناضجة نضوج كلي ,,, بل هي رائعة لو تعمق بها كثيراً...


كنت سأطرح عليه سؤالي : ألم تكن تكرهُ الحزن بي ؟


ألست أنت الذي على الدوام تكره حزني ؟


إذاً ,,, حلت هذه القضية ,,, فـ لن أحزن بعد اليوم ,,, فـ جميع الأشياء أنزلتها إلى المرتبة العادية ,,, مرتبة لا أحزن عليها أن فارقتني ...


هل توصلت إلى مقصدي يا حبيبي ؟


أرجو ذالك...


" أطلعي من رأسي ",,,, ألم تكن تلك هي عبارتك ؟


ها أنا " طلعت " من رأسك...


ليس فقط من رأسك ,,, أيضاً أخرجتك من رأسي الصغير الذي يحمل الكثير من الجنون...


ليتك تعلم كم أنا جائعة ,,, جائعة جداً ولا أريد الأكل...


أترقب يوم أستقلالي ,,, الأستقلال النهائي عن جميع الرجال الذين أحببتهم ,,, والذين لا أحبهم فـ تنتصب رجولتهم بمجرد سماع أسمي \ صوتي !...


أضحك حزناً وليس فرحاً ,,, أجل أنهم رجال مملؤين بالمياه التافهة !..


ولستُ حوضاً للمارة والعابرين كي يفرغون مافي ظهورهم \ جيوبهم ,,, ولن أكون...




" يعض قلبي بـ أنيابه الصدئه
يعضه فرحاً \ حزناً ,,, وأنا
تتغبش أيامي بـ أفعاله "...


أغسطس \ 2009 م


* * *


-58-
أ كل النساء عاهرات كما وصفهن نابليون ؟


لا ,,, أنه كان يريد أن يقول كان النساء خائنات ,,, لأنه رأى جوزفين تستضيف رجلاً آخر فوق شراشف حميميته !...


أنت يا نابليون الذي حكمت فرنسا ,,, وحكمت أناسها الفقراء والأغنياء وقدرت أن تسيطر عليهن بـ ساعات قليلة ,,, لم تستطع أن تحكم جوزفين!!...


أنت الحكيم الذي يخطب بـ ألآف الجيوش ,,, لم تستطع أن تخطب بـ جوزفين !!..


إذ كنت حكيماً لماذا لم تستشعر وتتيقن أنها لم تخنك ,,, وأنها كانت تجرب عضواً ذكرياً آخر لتتحقق من كونها عقيمة أم لا ,,, لتتأكد من عقمها أو عقمك...


أنها خيانة مفتعلة ,,, وليس شهوة ماجنة...


لماذا لم تدرك حسرتها حين تتحسس بطنها وأنت تريد أبناً يخلفك ,,, ويكون الوريث لعرشك...


أعتقد أنك كنت تستحق أكثر من الخيانة المفتعلة يا نابليون ,,, وطلقتها لأنها لم تمنحك أبناً يرث طمعك \ مالك \ عرشك...


أنا أيضاً ,,, أتحسس بطني حسرة ,,, أتراني سـ أفعل فعلة جوزفين ؟!...


لا أعلم حقاً أن كنت سـ أفعل هذا ,,, كل ما أعلمه أنني أحدق بالنساء اللاتي يمشين وكروشهن متدلية يحملن بـ أحشائهم طفلاً صغيراً بحجم الدمية...


البعض منهن كـ البالونات ,,, والبعض الآخر كـ أنهن دسسنا كرة تحت ملابسهن الفضفاضة ,,, وجزء بسيط منهن يضعن أيديهن حول خصورهن كـ الأفلام البيضاء والسوداء التي كنت أشاهدها وأنا طفلة...


لم أرى أمي يوماً وهي تحمل طفل بـ أحشائها واضعة يدها حول خصرها ,,, لم أتجرأ وأسالها لماذا لا تضعين يدك حول خصرك كـ التي تظهر بالتلفاز...


وبعد أعوام وهذا السؤال مازال بمخيلتي ,,, تجرأت أن اسألهُ أختي المتزوجة ,,, ضحكت ثم قالت : ما ترينه بالتلفاز مجرد تمثيل...


جميع الصور التي تحملها ذاكرتي صعقت ,,, بل حرقت حرقاً حتى أصبحت رماد...


أيعقل أن كل ما تحمله ذاكرتي أشياء مزيفه ؟!...


كل الأشياء عقيمة حين تترتب فوق أرفف الصمت ,,, حين تؤثث بيت شاحب الألوان...


عقيمة ,,, حين تتسرب إلى حلم شرس ,,, يوقضها بصفعة مميتة ,,, أو صفعة تجعل نصف الوجه مشلول والنصف الآخر يتطلع إلى حياة بائسة !.


وكل الأشياء تتطلع إلى العقم كي تتربص بالحرية المرتبطة بالذبول !..


لا أريد أن أتعمق أكثر بهذه الفكرة ,,, فـ كل أفكاري الآن وبهذه الساعة عقيمة ولا أريدها أن تكون حبلى...




" سـ أكنس حزني ,,, فـ هو
سيخرج من رحمي ,,, لـ يكون
عشيقي و طفلي "...


8 أغسطس \ 2009 م


* * *


-59-
" كل يوم عند العازبة عرس " ,,, أستفزني هذا المثل حتى غدوتُ أقول : عرس من دم تخضب بها يداها وقدماها...


فـ تمشىي بخطوات لاهي سريعة ولا هي بطيئه ,,, تمشي وصوت خلخالها مقتول \ مذبوح...


أشعر بها وهي منذعرة ,,, صارخة بوجه رجولته " بلا ربي ماراك لامسني "...


أشعر بجسدها التفاحة ,,, يقتطفه بعنف شديد ,,, يغتصب حلاله الأحمق ,,, كيف لهُ أن يفعل ذالك !...


أتمنى أن تصبح جميع أيام العازبات أعراس متواليه ,,, ولتضرب السلطة الجاحفة رأسها بعرض الحائط...


أرقصوا .. أرقصوا .. أيها العازبات ,,, فـ الرقص الجميل لا يدوم طويلاً...


أرى حسرة تعتلي وجوه كثير من النساء المتزوجات ,,, والأغرب من هذا أنهن يحسدن العازبات ,,, ويتمنين بسرهن وجهراً " ليتنا أطلنا العزوبية قليلاً "!...


أرى نساءً يعشن حالة ترقب ,,, شيء مخيف ,,, لدرجة التقزز والقرف...


عموماً ,,, النساء كلهن هكذا ,,, يحببن العبودية ,,, يعشقن الأسر ,,, ربما لجهلهن ,,, لهذا أنا أحسد النساء الجاهلات...


" باهي شطحك ,,, نبغي تشطحي من الصبح لليل " ,,, قالها وهو متكئ على أريكتهُ الزرقاء ,,, ودخان يخرج من فمه وأنفه...


المنفضة بعيدة ,,, بعيدة جداً ,,, أقرب منفضة كانت بجواره ,,, منفضة جسدي ,,, هز سيجارة حلمه فوق تضاريسي ...


أحرقني لهيبها قليلاً ,,, وكمن يعتذر على أقتراف ذنب ,,, طبع قبلة بيضاء وقال " تصبحين على خير"...


ذهب للنوم ,,, وترك " العرس " والمعازيم والعروسه ذاتها كلهم خلفه...


أغلق الباب بهدوء ,,, كأنهُ خائف أن يوقظ شيءً ما !...


أغلقهُ ,,, وراح يغرق بالنوم والأحلام الجميلة ,,, وأنا غرقت بكوابيس اليقظة !...



" الأوكسجين ضئيل جداً بهذه الغرفة
لذا فـ أنا أستنشقه ,,, ويستنشقني...
على أمل أن نبقى على قيد الحياة "...


إن ماتزوجنا بـ بيروت بنتزوج بالشام !..

9 أغسطس \ 2009 م


* * *


-60-
يانسيم الريح قولي للرشا
لم يزدني الوِرْدُ إلا عطشا
لي حبيبٌ حبُّهُ وسْط الحشا
إن يشا يمشى على خدي مشا...

وسط معبدي ,,, ووسط طقوسي الخاصه ,,, هتك صوت مرسيل جزءً من دمعي ,,, وجزءً من روحي المعلقة بـ ذالك الغائب...


أتراه بخير ؟


أجل يا غبية ,,, أنه بخير ولا يحتاجك...


لماذا يضعني ضمن قائمة محظياته ؟


لماذا لا يخلو سبيلي ,,, فـ ينساني ,,, وأنا ربما أنساه بسهولة نسيانه لي...


تباً لجميع العشاق ,,, ولجميع الرجال الذين يحترفون لعبة الحب الكاذبة...


كم تمنيت أن يكون عابر أبدي ,,, ولكنه كان مطراً من العناء ,,, وشهقة أدهشني لبرهة ثم قسمتني إلى أثنان ,,, واحدة بكامل قواها العقلية ,,, واخرى مجنونة به وبتقاسيم يصنعها لنفسه أولاً ثم لي ثانياً !...


أتدحرج قليلاً صوب تفاصيله ,,, يااااه كم من الوقت قاومت رجولته ؟


وكم من خدع الأنبهارات قيدتني نحو فلاشات الخيالات الساحرة !


أجل ,,, كنتُ مستمتعة حد اللذة الفاضحة ,,, وكان مستمتع بلياه التي


تجهز كل شيء أمام مرأى عيناه...


أتدحرج وكأنني طفلة صغيرة تتعلم بـ لعبة الليغو ,,, تراكيب بعضها غائمة والبعض الآخر باهت قد فقد جزءً من ألوانه !...


أشعر بهذه الصورة التي تحتضر أمامي ,,, مشهد بائس ,,, كثير من الشحوب ,,, وكثير من الدموع ,,, كم أكره الدموع..


وكم أرغب من أن أتخلص من بقايا حرب حب ,,, و خيبات ,,, وبعض من روائح الصباح \ المساء التي علقت بـ ملابسي وجميع مستلزماتي العادية والغير عادية...


اطفأتُ صوت مرسيل ,,, واطفأت معه الكثير من الذكريات...



" فراسخ تفصل بيننا ,,, وكثير من المدن
وقليلاً من الأصوات الصاخبة \ الهادئة..
أكتسح ما أستطعت منهم
فـ ربما تجدني "...


أغسطس \ 2009 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق