أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الخميس، 14 أكتوبر 2010

رسائل أخوية من رباب العبدالله إلى ابن سلمى " 2 "

.
.
.

تحية طيبة وبعد . .
ها أنا أعود لـ أكتب لك من جديد يا ابن سلمى . .
ها أنا أقلب ذاكرتي . . وأقلبُ شريط كلماتي \ كلماتك . .

أتذكر يا ابن سلمى حين قلت لك أنني أفتقر إلى اشياء كثيرة . . ربما إلى الحياة العادية التي تخلو من العقد والمشاكل . .
أتذكر حين قلت لك أنني مللت الهموم المتكدسة والنوح والفقد . .
أتذكر حين كنتُ مقتنعة بـ أن من نحبهم يرحلون هكذا دون ترك عنوان صريح لمستقرهم ومثواهم الأخير . .

أتذكر حين قلت لك : أتعلم أنني لا أحب الورود ؟ ولا أحب أن أقتنيهم لنفسي . . ولا أحب أن يهديني أحداً ما زهرة . .
قلت لك : هكذا أنا . . ولأنه يذبل . . والأشياء التي تذبل نتخلص منها بسهولة وبسرعة . . ربما لأننا نخاف الأمراض والحشرات !

أتذكر حين قلت لك : قديماً كانوا يحتفظون بالورد داخل كتبهم أو داخل مذكراتهم . . والآن وهذا الجيل لا يمتلكون كتباً ولا مذكرات . . فكيف سيحتفظون بالورد مجففاً !
أتذكر حين اصررت أنه أنتهى زمن الورد ! . .

كم أحن لـ أشياء كثيره . .
أحن لـ أشياء سحقت يا محمود . .
اليوم . . وللمرة الثانية ناديتك محمود على أوراقي . . ألم تلاحظ هذا ؟!

أحن إلى زمن جدي الجميل . .
أحن إلى الطفولة التي بداخلي . . وما عادت بداخلي . .
كبرت يا محمود وأصبحت امرأة . . وما أصعب أن تكبر طفلة . .

اتساءل اليوم . . لما جعلتني أبكي تلك الليلة ؟
أكانت تكدسات خرجت تلقائياً . . فـ أسترحتُ وأستراحت تلك الهموم ؟
أم أنني بحاجة إلى البكاء . . فمنذ أيام وأنا أمنع نفسي عن التسؤل . .
أنا متسولة أتعلم هذا ؟
لم أقضم الفرح منذ عام !
لم أشرب شراب الحنين . . ولم تتكسر ذرات الملح وَ السكر داخل فمي . .

أتضور جوعاَ . .
المتسولة تتضور جوعاً وعطشاً . .

مررت بي اليوم يا ابن سلمى ولم تمر . .
كتبت لك ولم أكتب . .
دونت عتاباً بمخيلتي . . ولم أدونه بـ أوراقي . .
ترددتُ كثيراً . . حتى قررت أن أكتب لك رسالة أضمنها مع رسائلي الأخوية . .
كتبتها بمخيلتي . .
بين ترددي قلت : أخاف أن أزعجك . . خفت أن تكون قد رحلت من هنا . .

أخيراً . .
أعتذر . . فـ غيابي لم يكن بـ إرادتي . .

لا ترتعب . . فكلنا راحلون . . ولكن ليس مبكراً
لا أحب الرحيل المبكر . . أريد أن أشبع منك . . لكن الظروف حكمت بذلك . .

ربما أعود يوماً هنا وأكتب لك رسالة ثالثه . .
وربما لا أعود . .
وحده الله يعلم . .


أختك \ أم نزار . .

.
.
.


5 : 2 ص

11 أكتوبر \ 2010 م

السبت، 9 أكتوبر 2010

كنا صغار

.
.
.

كنا صغار وكبرنا يا أمي
كنا صغار وعم نلعب
بين المفارق
ونهرب
بشيء كزبه كبيره !

كنا صغار والهوى مرق علينا
بوردت أصابيعنا
دق القلب شيء ألف مره
دق . . وماحدا فتحلوا الباب
ضل ناطر وناطر
بلكي كزبه كبيره تتعمشق بأطرافو !

كنا صغار نحمل حكايات ملونه
نضحك
نخربش بالحيطان

كنا صغار وبيت جدي كبير كتير
محني متل العروس
ملبس دهب وحرير
واجا ملتم
سرق الحنا
سرق الدهب والحرير !

كنا صغار يا أمي
وع غفله كبرنا
أتجوز اللي بدوا يتجوز
مات اللي بدوا يموت
وأنولد يلي بدوا يعيش
وضلت الغنيه بتدور :
كنا صغار وكبرنا يا أمي . .

.
.
.

6 : 2 م

9 أكتوبر \ 2010 م



الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

مجرد فضفضه

.
.
.

لم أكن أحلم بها . .
كانت تمر مرور الكرام بذاكرتي . .
أتفحص معالم تلك الفوهة التي ستأتي بشغف حين تلتهم جزء مني . .

لم أتذوقها من قبل . .
لم أطالب بها وأنا على بضعة أميال بسيطة من رجل وسيم جداً . .
لم أكن شغوفة بشيء لم أمتلكه !

كانت دافئة جداً . . تعادل نصف الأرض من ثروات . . ونصف أوكسجين هذه الحياة . .
كانت موجهة لي . . ولـ جزء من جسدي . .
كانت سريعة ممزوجة بالبطء . . أخذت نصف من أطرافي . .

أغمضت عيني . . كان بمثابة نصف أستسلام لا أرادي !
كنتُ أرتجف قليلاً . . وقلبي الآخر كان يرجف . .
هدء من روعي . . أمسك بيدي حتى زالت الرجفه ! . .

أنا امرأة . .
هو رجل . .
أحبهُ جداً . . ويعلم أنني أحببته بفترة قصيرة جداً . .

أخيراً . .
زوجي الغالي . .
أحبك جداً . .

.
.
.

6 أكتوبر \ 2010 م

41 : 1 ص

السبت، 2 أكتوبر 2010

أحمل إليك

.
.
.

سيدتي
أحمل إليك عنقود الأمل
فازرعيه
أزرعي بذوره
ولا تكوني امرأة حمقاء
تسقط جنينها قبل تكونه !
تقمع شموخ نهداها
بثياب الكتان
وتقص ضفائرها
من الغضب !
لا تكوني امرأة ساذجة
سطحيه
تسكب القهوة في الفنجان
وتدس السم فيه ...

سيدتي
أحمل إليك قميص من حرير
فاخلعي الكتان
ولا تكوني امرأة رعناء
تقمع مشاعرها حتى الممات
تقلم أظافرها حتى خروج الدم
و تعض شفتاها من الحسرة
من الضعف ...

سيدتي
أحمل إليك كتب العشق
فأقرئيها
أقرئي قصص العشق
ولا تكوني امرأة جميلة خرساء
لا تتحدث بعبارات الحب
لا تفطن لغات العشق
صامته
تمسك كتاب العشق وتمزقه قهراً
وتنثر أوراقه في جدول الماء..
لا تكوني امرأة من زجاج
يحطمك الحجر ..
لا تكوني امرأة من ورق
يحرقك عود كبريت ..
لا تكوني امرأة تقليديه كالأخريات
كوني نسمة باردة
صيفاً وشتاء
تمر على أوراق الشجر
وتلجلجها ..

سيدتي
أحمل إليك المواسم
فدعيها تتفتح بين يديك
ولا تكوني امرأة عادية
تبيع أعواد الكبريت في الشتاء
وأعواد الدخان في الصيف
وتصنع الدمى المحشوة بالقطن ليلاً
لتبيعها صباحاً ..
لا تكوني امرأة بسيطة
تقف أمام النار والحطب وتبكي
حتى يسيل الكحل على وجنتيها ..
كوني امرأة مجنونه .. غجرية .. قبرصية
تنشر شعرها
تبلله
وتلعب فوق الساحل الرملي
كطفلة شقيه
تبني قصور
قصور رمليه !

.
.
.


19 – 2 – 2008 م



أحاول

.
.
.

سيدتي
أحاول احتلال بلاد الغجر
وأسكنُ في أراضيها
في نعيمها
في جناتها ..
آآآه .. يا غجريتي الزئبقية
دعيني أقطف الأزهار قليلاً
دعيني أشرب البراندي
فوق السرير الأبيض..
دعيني أتذوق نار أظافرك
دعيني أحاول الوصول إلى حاناتك
وأصبح واحداً من رجالك .. خدامك .. ضيوفك ..
أي شي أكون
حولك
بجانبك
أمسك يداك الناعمتين
وأتجول معك بصمت .. بكلام ..
أي شي أكون !..

سيدتي
أحاول أن لا أضطرب في حضرتك
ولا أكسر كوب الشاي
ولا أسقط المزهرية من يدي ..
أحاول الاتزان ..
رغم – عن أنفي – أرتجف
وأكسر كوب الشاي
وأسقط المزهرية من يدي
كالأطفال الصغار ..
أحاول – يا سيدتي – اللجؤ إلى مظلتك
أنام فوق كتفك
و لا يبللني المطر
لا يبللني ..

سيدتي
أحاول الخروج من قوقعتي
و اصطياد الغزلان والفراشات
لأزين بها شعرك
لأخضب بها قدميك
لأكحل بها عينيك ..
أحاول – يا سيدتي – إيجاد الحلول لإرضائك
لإرضاء غرورك الجنوني
غرورك كاد يبلعني !
كاد ينهي حياتي
وأنت .. أنت سعيدة
تنزلين الرعد .. البرق .. المطر
ليغتالني ..
تشعلين النار والحطب
ليحرقني ..
تخرجيني من النافورة المليئة بالزبد
تلبسيني أرقى الثياب
تجعلين مني مليك لشهر
وتخلعيني لشهر !..

سيدتي
أحاول قول لك كلام مهذب مدروس
تعلمته من فنون الحياة
من تجاربي السرية
من محطاتي الأيديولوجية ..
أحاول – يا سيدتي – مصافحة يداك بنظام وطني ديمقراطي
والعيش بطريقة حريتهما .. وانطلاقهما ..
آآآه .. يا غجريتي المجنونة
توقفي عن جنونك لساعة
فما عدتُ قادر على المحاولة !..

.
.
.


31 – 3 – 2008 م