أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الأحد، 14 مارس 2010

مذكرات أنثى لاجئه " 17 "


-81-

متألمة جداً...

متعبة جداً...

ومكتئبة حد الموت الذي لم يأتيني بشكل نهائي !...


متعب جداً ,,, أن تغرق الأنثى بهموم حبيبها الذي لا يطالهُ إلا الفرح من هذه الأنثى !!

أنا ,,, طالني همهُ ,,, أنا التي منحتهُ الفرح بـ أشكاله !...

كيف لك أن تستبيح كل شيءً بي !

ها أنا أغرق ... أغرق ... وأغرق ,,, أمامك كـ قطعة غير متماسكة ,,, قطعة تأبى النجاة !!...

كم من الدمع بكيتك ؟

وكم من سلسلة الشتائم قذفتها بوجه طيفك ؟!...

أجل ,,, هذه أنا المصابة بـ إنهيار عصبي ...

ألم تعرفني ؟

وكيف لك أن تعرفني ! ,,,, أنظر جيداً ,,, ملامحي تغيرت كثيراً....

كبرت عاماً ربما أو يزيد ,,, وربما لم يزد تاريخاً فوق تاريخي ولكن هذه هي الهموم التي أعطتني عمراً فوق عمري !...


قررت أن أصبح بخير...

قررت أن أمحو بعضاً منك شيئاً فـ شيء...

حبوب التهدئة مفيدة جداً ,,, مفيدة لجعلك شيئاً تافهاً أستحقره !!

أجل ,,, أنا أستحقرك كثيراً ,,, أستحقرك بقدر ذالك الحب الكبير الذي منحتهُ إياك ولك ولكل شيءً متعلق بك !...


أتمنى أن لا أحمل قضية جديدة...

أتمنى أن أبقى بخير ,,, داخل هذا المنفى ,,, فقط بخير...

هذه أكبر أحلامي ,,, هذه أكبر جرائمي ,,, أن أبقى بخير... أن أبقى بخير...

أتمنى أن أضع رأسي فوق رخام جدي ,,, أريد قليلاً من الدفىء ,,, وقليلاً من الأمان ,,, وكثيراً من الصبر...

أين أجد الصبر من بعدك ؟

بل كيف أواصل هذه الحياة وأنا لا طاقة لي على الأحتمال !...

أتمنى أن تزول تلك الأمراض العالقة بي ,,, أريد أستباحة أيامي سعادة قبل أن تستبيحني مرضاً \ قهراً \ وموتاً ساحقاً...


يارب موسى وهارون ,,, كيف أبتر ذالك الألم \ التعب الذي طالني...

يارب الأولياء والصالحين والذي لايقبل شريكاً لهُ \ لملكه ,,, كيف أغفر لمن أشرك بقلبي وهو من أحفاد الصالحين ؟

يارب يعقوب وداود ,,, نعم كنتُ أعلم بخطايا أولاد النبيين والصالحين ,,, ومتيقنة أنك لا تغفر لمن أشرك بك \ بملكك ,,, وأنا لأنني أحبك سـ أصبح على منهاجك من السائرين ,,, ولن أغفر لمن أشرك بقلبي....


" كيف أنتشلك من بحيرة الشياطين ؟
بل كيف أرمي لك بطوق النجاة
كي لا تصبح من الخاسرين "...

أكتوبر \ 2009 م

* * *

-82-

أنتهت أفراح وطن آل عبدالله ولم تنتهي...

ها قد تزوجت أختي التي تكبرني وآخرى تصغرني...

أقولها وبعد مرور ثلاثة أيام ,,, كان هذا العرس أشبه بـ " الحلم "...

الأحداث ,,, التفاصيل ,,, الرقص ,,, الزغاريد ,,, الأطفال...

جميعهم " حلم جميل " ,,, أنتهى بشكلاً غير متوقع !..

سعيدة جداً ,,, بل أريد مواصلة الرقص حتى أفقد وعيي..


أصبح بيتنا الشاسع حجماً خالً من أشياء كثيرة...

هل سيعود ذالك " العز " من جديد ؟

هل سـ يستتب الأمن والأمان والسكينة بـ أرجائه ؟

هل سـ يصبغهُ أحفاد أبي وأمي بـ الضحك \ الصراخ ؟

ربما سـ يحدث هذا...


منذ مدة وأنا لم أفتح هذه المذكرات وأكتب بها ...

منذ مدة وأنا أنتظر حدثاً يستحق الكتابة...

كم أشتقت للكتابة هنا...

كم أشعر بالحرج من صفحاتي البيضاء التي تنتظرني طويلاً !...

ها أنا عائدة إليك يا مذكراتي ,,, عائدة لكِ بالأفراح والمسرات...

سجلي الآتي :

أنني سعيدة جداً ... جداً ... جداً...

أنني أرقص ثمولاً ... هذياناً ... عشقاً...

أنني أحلق كـ طائر النورس فوق زرقة البحر...


- زرقة البحر- تلك التي وهبتي الجنون...

كم أعشق الجنون...

كم أعشق الرقص...

لم أكمل بعد أفراحي ,,, أكملي التسجيل :

أمي سعيدة جداً ... جداً ... جداً...


وأصمت قليلاً ,,, يجب عليّ أن أتوقف عن البوح...

المقطوعة الموسيقيه جعلتني أكف عن الحديث....

أريد الأسترخاء ...

أريد مواصلة التحليق بهدوء...


" وأقفلُ هذه المذكرات التي تحملتني شهوراً...
سـ أواصل الكتابة ,,,, قريباً "...

12 أكتوبر \2009 م

* * *

-83-

أود الصراخ...

أود البكاء...

كيف أستطعت أن تعريني ذات حلم ؟!

بل كيف خضعتُ لك وأنا بـ أوج أناقتي \ عقلي ؟!


أستطيع التصفيق لك و لي..

أستطيع منح شهادة الفشل لقلبك و لعقلي...

أستطيع أن أجعلك ضمن قائمة صندوق مهملاتي ,,, بدون أن أنزعج !...

أجل ,,, لستُ منزعجة...

فقط ... أود تذكيرك بنظريتي ,,, تلك التي قصصتها لك قبل ما يقارب ثلاث وردات...

أنا التي أخبرتك أن الرجل كـ الطفل الصغير ,,, والمرأة كـ الدمية \ اللعبة بيد ذالك الطفل الصغير...

طفل ولكنه يتسم بكثير من الأنانية ,,, بكثير من حب التملك رغم أن هذه اللعبة قد لا تعني لهُ شيئاً...

طفل معجب بتلك الدمية ,,, أحبها لأنها جديدة ,,, لأنها تملك من الصفات والمميزات ماتفوق على بقية ألعابه...

ويمضي الوقت ,,, وتصبح تلك الدمية قديمة ,,, فـ هناك دمى جديدات دائماً تحت يد ذالك الطفل الوسيم \ الأناني...

ولأنه يحب التملك ,,, يضع تلك الدمية الفريدة جانباً ,,, سـ يلعب مع بقية الدمى مع الأحتفاظ بالدمية القديمة !...


ألست أنت ذالك الطفل الوسيم \ الصغير ,,,, الذي أحتفظ بي \ بالدمية رغم أمتلاكك لدمى جديدة !!...

كم أشعر بالغثيان وأنا أنظر إليك...

وكم يراودني غضب شديد حين تتأرجح بمخيلتي طاعناً تلك السنونوات التي جمعتنا...


كم من الوقت تريد أمتلاكي ؟

ألم تشبع مني ؟

ألم تلتهمني ؟

ألم تصفعني ؟

ماذا بعد كل هذا ؟!...

هل هناك المزيد من الألم ,,, المزيد من الأنانية الطاغية على ملامح وجهك ؟!...


ها هو الفجر قد آتى...

وها أنت تغادر ذالك المكان المظلم الذي يجمعنا ولا يجمعنا !...

لم أتوسلك للبقاء معي مزيداً من الصمت...

لم أقبلك قبلة ما قبل النوم متمنية لك نوماً هنيئاً...

لم نتشارك لون " بيجامتنا " هذا الصباح...

لم نصنع إلا الصمت فنجاناً نحتسيه ويحتسينا !...


أغلق باب حلمي بهدوء...

أغلقه ولا تخف فـ أنا بخير ... بخير...


" صباح الصمت...
صباح جميع الأشياء الخرساء \ الجميلة "...

17 أكتوبر \ 2009 م

* * *

-84-

يصبغني الهدوء \ الأتزان العاطفي...

وتصبغني أفكار مجنونة ,,, أود وبصدق تنفيذها ,,, ولكن ... التنفيذ قد يكون أمر شاق !...

فكرتي الجائعة \ الغائمة منذ مدة ليست بالطويلة قد تجددت صباح أمس وأنا داخل المستشفى...

أفكر بـ إتخاذ أحد أطبائي عشيقاً نصف شريعي ,,, فـ اللقاء به سيكون أمام الملأ وليس أمامهم !

بترحيب منهم وليس بترحيب !...

لما لا ,,, وكل واحد منهم قد أبدى أعجابه بي ولم يبدي !...

تكلم ولم يتكلم !

نظر ولم ينظر !...


مجنون من يصدق أن " الطب " مهنة شريفة ,,, بل مخدوع وألف مخدوع !...

ليس قضيتي هنا – شرف الأطباء – وإنما قضيتي بـ إتخاذ حبيباً \ عشقياً منهم...


القصص التي حدثت لي مع الأطباء ,,, جعلوني أفكر بـ الكتابة إليهم ومنهم...

فكرت يوماً بـ كتابة " يوميات عائدة من المستشفى " ,,, أو " يوميات مواعيد مريضة "...

العناوين تتضارب ,,, وكل شيء يتضارب ,,, لدرجة توقفي عن الهذيان

بهم وإليهم !...


أنا ,,, لا أود أثارة شفقتكم يا قرائي ,,,, بل أنا سعيدة بهذا الجنون الذي يتخبط بيومي...

أنا ,,, مجنونة برتبة الأمتياز...

أنا ,,, وصدقاً لن يستطيع مستشفى بـ أكمله ,,, بـ معداته ,,, بـ أطبائه ,,, بـ جراحه أن يعالجونني !...

سعيدة جداً جداً بـ أمراضي...

هل سمعتم عن مريضة مستمتعة بـ أمراضها \ هذيانها !...

أن لم تسمعوا ,,, فـ هي أمامكم ,,, تكتب وتعذب أبطالها ,,, تقرأ وتضحك ,,, هي " أنـــــــا "...


سـ أخبركم بـ سر ,,, أنصتوا قليلاً إلى جنوني \ هذياني...

الموعد القادم سيكون مع طبيب لبناني الجنسية ,,, كم أتمنى أن ينضم أحد أبناء هذا البلد إلى قائمة رواد قلبي...

" أتخيل " ,,, شعرهُ الرمادي الساحر...

" أتخيل " ,,, عيناه ملونة ,,, سـ تكون زرقاء كما أتمنى...

" أتخيل " ,,, مكتبه الفوضوي ,,, جهاز حاسوبه ,,, فنجان قهوته...

" أتخيل " ,,, جرأتي حين أنظر إليه قائلة : مريضتك أصبحت بخير ,,, أجل هكذا وفجأة أصبحتُ بخير...

" أتخيل " ,,, ضحكته الطفولية ,,, التي حينما تنتهي ينظرني قائلاً : إذن تستطعين الذهاب إلى المنزل ,,, ولستِ بحاجة إلى وصفة دوائية !...

أسمع دائماً قول يتردد بين المجتمعات العملية : مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة...

أنا ,,, سـ أسعى إلى هذه الخطوة...

أنا ,,, غجرية لا أخاف البدء...

أنا ,,, تنازلت عن جبني بـ قرار صارم أصدره عقلي \ قلبي...


ولـ بقية الأصدارات حديث لا ينتهي أمده...
قبلة لمن يهذي بكلماتي...

19 أكتوبر \ 2009 م



* * *

-85-

ملامح وجهي بخير هذا الصباح...

ركوة القهوة العربية تجعلني أستفيق مزيداً من النشاط \ التألق الصباحي..

أشعر برغبة بـ ممارسة الرياضة ,,, هذه الرغبة التي أنطفأت منذ مدة طويلة !...

صوت فيروز يوقظ مزيداً من الفرح بداخلي...

أنتقاء الأغاني ,,, وذبذبات ألحانها هي طرف ثالث في بدء يومي بشكل ناجح...


أتنقل بين صوت فيروز وموسيقى الدانوب الأزرق...

شتراوس هل تراقصني ؟

مستعدة تماماً للرقص ,,, مستعدة للجنون ,,, مستعدة لـ أستقبال رجل غريب يشاركني وجبه الرقص \ الجنون...

شتراوس هيا أرتدي بدلتك ,,, لا أحب الأنتظار ,,, مفعمة بالحياة \ بالرقص فـ لا تخذلني...


مرآتي والمكحلة الذهبية هي السبب...

مزاجي مرتفع جداً ,,, يحلق بـ السماء ,,, وتحلق عيناي بـ المرآة...

كم أنا جميلة \ مغرورة !

وكم تاق للثم وجهي \ أنفاسي ؟!..

معهُ حق ,,, فـ لا أعتقد أنه ألتقى بـ فتاة تشبهني فـ جميع نساءه عابرات سرير !..


شتراوس هل نغير الأيقاع ؟

هل تراقصني السالسا ؟

أيه ,,, أنا شقية ,,, لا أثبت على أيقاع معين وليتني لا أثبت على رجل معين !...

وحده الرجل كـ إيقاعات الموسيقى ,,, يتغير كـ تغيرها ,,, سريعة بطيئة ,,, بطيئة سريعة ,,, متوسطة سريعة ,,, متوسطة بطيئه ,,, يااااه ماهذا الجنون !


" ألتهم جنون مدينة جدلة
وتلتهمني نيرانها \ أحقادها !..
أطبطب على رمانة كتفها
أطالبها بمزيداً من الصبر
وتطالبني ببلع همهماتها الكلسية ! "...

23 أكتوبر \ 2009 م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق