أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الجمعة، 28 مايو 2010

رسالة لنفسي ..!



من أنتِ ؟
وماذا تريدين ؟
أجهلكِ تماماً رغم أنني بقربك أربعة وعشرون عاماَ !


أعترف أنني أبحث عني . . عن ملامحي . . عن ثوبي الأصلي . . وعن هوية أحملها ولا تحملني !
فلم أجد إلا امرأة مجنونة . . متلونة . .
لم أجد إلا زئبقة نارية . . تحرق \ تحترق بسادية . .


أرتجف حين أمرر شريط سنواتي !
أصاب بقشعريرة تارة . . وتارة أصاب بنوبة ضحك هستيرية . .
يحن فؤادي لشجرة جدي تارة . . وتارة اخرى أحقد على اشياء من تلك الشجرة . .
تتعلق دمعة . . تسقط . . تسقط وتتعلق . . هكذا تفعل عيناي بعنجهية سوادها حين أكون مستمعة \ مستمتعة بالشريط البائس !


الجميع يجهلني . . ويجهل من أكون . . وما بإمكاني أن أفعل . . إلا أنثى واحدة . . إلا أمي . .
هذا الشعور يرهقني كثيراً . . وثقتها الكبيرة هي الآخرى ترهقني . .
كم أود القول لها : صندوق أسرارك يا أمي مرهق \ يحترق !


لا أود أن يذاع صيتي . . أو يقرأني الفلاسفة وكبار الكتاب . .
لا أطمح للكثير . . فتات القراء يكفوني . . الغارقون يكفوني . . والتائهون سيجدون وسادات ليتكئون عليها . .


لا أود أن ينصفني مجتمعي . . أقاربي . . أصدقائي . . من أحببتهم فرداً فرداً . .
لأنهم لم ينصفوني وأنا حية . . فلما ينصفوني وأنا ميتة . . أجل أنا ميتة . . الآن أنا ميتة . .
رحلت أجمل سنواتي . . وأسوؤها لا أريدهم بجانبي . .
رحلت فراشات الربيع . . فلا داعي ليلقوا عليَ معطف خريفهم الذي لايغني ولا يسمن من جوع . .


لايطيب لي النوم . .
لايطيب لي الأكل . .
لايطيب لي شيء !
بحثت كثيراُ عن السبب ولم أجده . . !
تساءلت كثيراُ ولم أجد من يروي ضمى أسئلتي المتناثرة من كل حدب وصوب . .


عنادي يقتلني . . ولا أستطيع التخلص منه . . وكلما شعرت أنني تحررت منه . . أراني ملفوفة به !
يؤذيني . . يصفعني . . يسخر بقوة من شكيمتي . . يجرني حيث الهاوية . . ويرحل !
عنادي يرحل عندما يراني أتأرجح بالهاوية . . أصرخ . . ولا أجد يد تمد لي العون . . لا أجد يد تنقذني . .
أراني معلقة . . سأسقط . . سأموت . . وصوتي مبحوح لا أحد يسمعني !


مللت كتابة الرسائل لنفسي . . علماً بأن هذه ليست أول مرة أكتب بها رسالة لنفسي !
رغم هذا . . جميعهم تمزقوا . . عدا هذه . . سأنشرها . . سأجعل الملأ يسخر . . يضحك . . يبتسم . . يشفق !


مللت من كوني كاتبة صغيرة . . بمجتمع لا يفك الحرف !
" هيهاي لن تكبري يا رباب " . .


مللت من نزع المسامير المغروسة بقبضة يدي \ قلبي . .
لقد صدأت . . وتسرب الصدأ إلى شراييني . . هذا يعني أنني مريضة جداً . . هذا يعني أنني سأموت . .


مللت من البكاء حتى أكتشفت أن دموعي " ليست أصلية " !
كل شيء مزيف بي . . حتى دموعي !


سأتوقف عن سرد الهموم المتكدسة على رفوف قلبي \ عقلي . .
فـ أمي أتت تلوح بيدها . . ثم تضع خدها على يدها بشكل مائل . .
حسناً يا أمي . . سأذهب للنوم . . هكذا أخبرتها . .


وللرسائل المتكدسة بقايا . .
وبعض بوح و دمع !


التوقيع \ لا أعرف من أنا ! . .



28 : 3 ص

3 مارس \ 2010 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق