أمام البحر :
أعترف أن الرجل يحب المرأة المثقلة بالخوف والحزن . ليطمئن أنه سيكون بخير هو وقلبه الذي سيتمرغ بالفرح مع أنثى تخشى الرجال إلا هو !
أعترف أن البحر يشبهه . ويشبه صوته . ويشبه عذوبته وشفافيته . يشبه جماله وغدره !
أعترف أنني لم ألمح صدفة لسرقتها كتذكار يرافق هذه الأعترافات .
أعترف أن قدماي الآن متسخة برمال البحر . حبيباتها ناعمة تدغدغ أصابع قدمي . كم أشعر بالراحه .
أعترف أن أمامي طفلتان تلهوان . الأولى أختي الصغرى و الثانية أبنة خالتي .
أختي ملتهية بتعبئة قوارير من مياه البحر . لتحملها إلى أمي . وأمي بدورها تسكبها أمام بوابة منزلنا . فهذه العادة متوارثة عند الأمهات لطرد الحسد والجن !
وأبنة خالتي ملتهية بقطع الشيبس التي تقرمش . تارة تنظر إلى البحر وتارة أخرى تنظر إلى أختي التي تجمع الماء !
أُحب أن أقلب مفهوم الأطفال تجاه الأشياء المعروفة لديهم والغريب أنني أستطيع أن أقنعهم . فقد أقنعتُ أبنة خالتي أننا أمام المطر وليس أمام البحر ولصغر سنها صدقت أننا أمام المطر !
أعترف أنني أتذكر ذالك الرجل الذي يعشق البحر كما أعشقه أنا . أتذكر أنه يتقزز إذ لمح امرأة تسبح بملابسها كاملة حينها يغادر مياه البحر مبتعداً !
أضحك لأنني اليوم لم أجد امرأة تسبح بكامل ملابسها !
أعترف أن الجو ساحر . ونوارس البحر محلقة فوق رأسي . وصوت المياه كموسيقى تدعوني للكتابة .
أعترف أنني أحمل قلماً أسود اللون داخل حقيبتي وأخرجت أوراقاً مكتوباً عليها بعض حاجياتي وصندوق بريدي . أستعنتُ بخلف الورقة
النظيفة لأكتب عليها هذه الأعترافات .
24 : 4 م
عاشقة البحر وقرصانه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق