ضائعه !
أشعر بـ أنني بـ أرجوحة طويلة الحبال . . أرجوحة قذفتني نحو مدينة أجهل زقاقها . .
تحمل من البهتان مايكفي لـ طلاء منازل الكرة الأرضية !
تحمل لافتات ضعيفة الخط . . مائلة نحو الخوف . . مهزوم من كتبها . . مهزوم من علقها !
ضائعه !
ومازلتُ أمشي . . حذائي قديم بعض الشيء لكنه مريح . .
حذائي ممزق الأطراف لكنه يسعفني للوصول لمحل أحذية أنيق بعض الشيء ! . .
أشير إلى ذاك " لو سمحت ممكن رقم 37 من هالنوع " . .
يتفحص قدمي . . وددتُ أن أصفع نظراته الخرقاء . . تخونني يدي . . لكن صوتي لايخونني . .
أصرخ " على أيش تبحلق " . .
يخجل . . تحمر وجنتاه . . يذهب مسرعاً ليأتي بطلبي ! . .
ضائعه !
وباع الملابس يحدق بـ أناملي وهي تقلب القطع يميناً وشمالاً . .
أشتمهُ كثيراً بسري !
أزداد سوءً وأنا أنطق تلك الألفاظ السوقية . .
أزداد وحشية . . وقساوه !
أتنهد . . لأقول بعدها :
ماهذه المدينة التي لا تملك من الأرجوحات ما يؤنس شغف طفلة تتمنى اللعب بسلام ؟
وماهذا الحذاء الذي يقرضني ويقرض أصابع قدمي ؟
لم يبعني بائع حذاء سر قلبي منذ أربعة وعشرون عاماً !
كم أكرهُ الباعة . . وكم أكره نظراتهم . . وتصرفاتهم . . وكلامهم . .
كم بائع تغزل بي هذا العام ؟
وكم حذاء أشتريته ولم أنتعله ؟
كثيرون . .
ضائعه !
والعد التنازلي بدأ يقترب من الصفر . .
كم أخشى الأرقام . .
أجل . . مصابة بـ فوبيا الأرقام الصفرية !
تتشنج بعض من أطرافي . . ألملم بعضي . . والبعض الآخر منثور . .
ضائعه !
ألبس موسليني . . سـ أحتفل سـ أحتفل . .
رغماً عني . . ستتساقط دموعي . .
رغماً عني . . أرتب خاتمة لأبعثها . .
رغماً عني . . سـ أشعل تلك الليلة شموع حمراء . .
سـ أنام على تلك الوسادة . .
التي أستراحت بها بدلتك الرمادية . . وموسليني الأسود . .
مع خالص جنون خاتمتي . .
التوقيع \ الضائعه . .
36 : 11 م
12 يناير \ 2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق