أهلاً وسهلاً بكم داخل بلاد الرقص وَ المجون
أستمتعوا فـ أن المتع كثيرة هنا !

الأربعاء، 27 يناير 2010

هموم مكدسه !





إلى صاحبة الجلالة : أحلام مستغانمي . .

وبعد غرقي بذالك المقال وتلك الكلمات وذالك الزي الجزائري الفخم .

أعترف أنني حدقتُ طويلاً بك , صوتك الجزائري وصلني حين قلتِ : مساؤكم شوق , وش راكم اليوم , دزاير الزينة , دزاير لميمه ؟
تلقائياً رد ذالك الشوق بي : لاباس , توحشتك بزاف , يا لميمه كيفاش مداير ؟
تساهلين اللقب والجايزه ونحب نقولك باهي الزي اللي لابستيه.


أعترف أنني غرقتُ أكثر وأكثر وتذكرتُ ذالك الزي المغربي القريب من الزي الذي ترتديه أحلام بفارق أنه زي عرس وليس تكريم !
أنه لي , آتى به أبي من المغرب العربي والغريب أنني لم أجرب أن أضعه فوق جسدي الغجري ولكن بعدما رأيت الهيبة بذالك الزي , قررت أن أرتديه لنفسي !


أعترف يا صاحبة الجلالة أن بإمكاني بيع جميع سنوات أحرفي الورقية والإلكترونية لكِ مقابل ساعة تجمعنا .
لا تستغربي , فقبلي باع محمد شكري روايته التي تجسد واقعه المر إلى ذالك الأجنبي .
" خبز حافي " تلك الرواية التي جمعت الحقيقة المؤذية للبعض و صفحات تعج بالبياض للبعض الآخر !
أنا سأبيعكِ الحقيقة كما فعل محمد , أجل سأحدثكِ عن مدينتنا التي ترتدي البياض إشهاراً بالنقاء و هم بداخلهم يعج السواد والأحقاد والأضغان .
سأحدثكِ عن رجالنا الذين باتوا يقصرون أثوابهم ويطلون لحائهم ويرتدون ثوباً أبيضاً من الخارج ومن الداخل تنتفض الرجولة ألفاً !
سأحدثكِ عن نساءنا اللاتي يمشون نهاراً وليلاً صوب زقاق تحمل أثرهن وتوجههن إلى " أبورديل " , ذالك المكان الذي يعج بالعطور الفاسدة والكوؤس المتسخة من أثر النساء والرجال .
ذالك المكان الذي تتأهب فيه بكل حجرة امرأة خلعت أنوثتها وشبابها وطهارتها وجميع أثوابها الداخلية والخارجية مقابل ثمن بخس تطعم بها أطفالها الجياع .
فقد فجر زوجها نفسه ليكون من عداد الشهداء !!
ذالك المكان الذي يدخل فيه ذالك الرجل بكامل فحولته ليخرج محطماً \ صارخاً " يالقحبه أنا رقم كم ؟ , فلم تشبعيني قط ! " .
سأحدثكِ عن براءت الكثيرات , براءة أجتاحتها فحولة رجل لا يرحم صغر سن تلك الطفلة ! . المهم بنظرة أن تكون عذراء ليسجل نقطة ضمن تاريخه المتسخ  بالبطولات القذرة !

وأتذكر مريم بطلة واسيني الأعرج المثقوب رأسها بتلك الرصاصة الطائشة يوم الجمعة الحزينة , تلك التي ظن زوجها أنها مثقوبة من الأعلى والأسفل ولكنه ساعتة أغتصابها أكتشف أن الفخذان البيضاوان كانا طاهرين , أن الشمعتان لم يمسها قبله أحداً , لتتحطم أيضاً رجولته ساعة رؤيتة لتلك الدماء , دماء الطهارة ولكن لم يفده ذالك الأعتذار !


سأحدثكِ عن أعتذارت كثير من الرجال أمام نظريتهم لذالك الغشاء الذي يهوى تمزيقه بلا رحمه !
أشعر بكِ تقولين توقفي يا فتاة , توقفي أين هي أفراحك وأفراح مدينتك ؟؟
توقفت يا صاحبة الجلالة .
توقفت لآخذ نفس عميق لأجيب بعدها عن الأفراح .
الأفراح ياصاحبة الجلالة مسروقة في مدينة تحرم الأفراح .
" من يفرح أي أنه قد أرتكب فاحشة كبرى " , أجل هذا هو قانون قريتنا التي تحتضن أشباح الموتى بوسط مدينتها !
شحيحة هي الأفراح . بل تتناقص يوماً بعد يوم !


يا صاحبة الجلالة .
أستبيحك العذرعن ألفاظي القبيحه التي قد تؤذي البعض , ولكنني أريد أن أكمل بما سأحدثك .
بإستطاعتكِ أن تجعلي خادمتكِ تحضر لكِ " طاسه الفوشار " لتستمتعي ببقية حديثي . وأعلم جيداً أنكِ أن أحببتي أكل " الفوشار " ستعدينة بنفسكِ ولن ترهقي خادمتك !
سأحدثكِ عن ذالك الأخرق الذي يأتي سكيراً إلى منزله , يصرخ بزوجته : أشطحي يابنت الكلب , نبغي تشطحي للصبح !
ترفض أن تشطح لرجل سكير لا يدرك حتى أنهُ مع زوجته , يصفعها ويبدأ الصراخ اليومي المعتاد والأطفال في حالة فزع من أباهم .
سأحدثكِ عن مجموعة من الفتيات قد تم تزويجهم رغماً عن أنفهم وأصبحوا بعد الليلة الأولى معلقين فقد رفضت أن يمسها ذالك الرجل وصاح بها ذالك القاضي الأخرق : " أنتِ نشاز " , فلا تستطيع أن تتزوج إلا بعد بلوغها الأربعين عاماً !
سأحدثكِ عن فتيات بعمر الورود قد أنتهى بهن الأمر إلى بلع الأدوية الخطيرة للإنتحار والخلاص من هذه القرية !
سأحدثكِ عن البحر الذي جف داخل مدينتنا !
الأسماك قد ماتت . والملح أصبح جافاً إلا من حزن تربته \ مياهه !
أشعر بكِ تقولين \ كفي عن سرد الأحزان يا فتاة .
ها أنا أكف .
هل أنتِ سعيدة بصمتي ؟
هل أنتهت طاسة الفوشار ؟
أن أنتهت أعدي واحداة آخرى . فهناك المزيد من الحديث .


سأخفف من الحديث قليلاً , لا أحب أن أزعجكِ .
سأعترف لكِ بأعترافات خفيفة .


أعترف أن شعوركِ أصابني , ستقولين أي شعور فهناك الكثير من المشاعر لدي ؟
شعوركِ حين كدتُ تجنين حين داخ نزار بروايتك , أنا كدتُ أجن حينما بعث لك سلامي ووصل إليك .
رقص شيء بداخلي , والعصفور الذي مات منذ زمن قد رفع رأسه ضاحكاً !
ياااااه ماذا فعلتِ بي يالزينه . يالميمه .


أعترف أنني أحلم بالوقوف فوق جسور قسطينية , أحلم بالدوار , أحلم برائحة ذالك الجسر العتيق .
ياصاحبة الجلالة \ ماهي علاقتك بالجسور ؟
أعلم جيداً أنكِ ترتبطين بها وترتبط بك .
أعلم أجيداً أنها أهدتكِ الدوار وأهديتها التاريخ العريق \ الغريق !
لملمي الأصداف أمامي , ألم تكن تلك هوايتك وأنتِ صغيرة ؟
لم تكبري بعد , فمازلتِ صغيرة . صغيرة . صغيرة .
ستقولين كيف عرفت ذالك ؟
لا تستغربي , ربما يوماً ما سأخبركِ كيف علمتُ ذالك ولحينها سأقول لكِ : " أنها العصفورة يا أحلام " أخبرتني بذالك .

كتبتها فجراً .
وأنتهيت عند الساعة 7 صباحاً .



تصل إلى يد صاحبة الجلالة \ أحلام المستغانمي .
التوقيع \ كاهنة نسيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق