لمن أعطيته برتقالاً
وأعطاني ماء الورد !
" شهية " . . هكذا يردف حين تبدأ طفولتنا باللعب . .
" لذيذ " . . هكذا أتمتم حين تبدأ قطرات ماء ورده بالعبث مدغدغة شفتاي الوردية . .
وجهه الطفولي يغريني للمكوث بتأمل تفاصيله . . أغرق لساعات . . أتمنى أن أصبح أمه ليناديني " ماما " . .
يزداد غرقي . . فـ أراه يشدني من طرف فستاني الذي يلامس أسفل ركبتي . . " ماما رباب بدي شوكلاه " . .
أبتسم . . أذهب به لـ أقرب دكان يبيع شوكلاته يفضلها . ." بدي كندر يا ماما " . .
أضع علبة كاملة من بيض الكندر . . أتوجه للمحاسبة . . أدفع ثمن العلبه . .
فجأة . . يرن هاتفي . . أستيقظ من غرقي !
مر وقت طويل . . أصابعي لم تتحسس وجهه !
كان ذقنه ناعماً . . وكانت أظافري شفرة حادة . . أمررها بمهارة دون أن أحدث خدشاً واحداً على سطحه !
مر وقت طويل . . وكلما أقتربتُ منه تراجع إلى الخلف !
لا تخف أنا " ماما رباب " . .
فجأه . . ودون سابق أنذار . . أتلعب ؟
- لا . . غداً سـ أسافر
ضحكتُ بـ أختناق . . صرت أجول داخل المنزل . . توجهت للثلاجة رغم شبعي . . شربت كأساً من عصير البرتقال . .
عدت مجدداً إلى أدراجي \ غرقي . .
وَ ثملتُ بالصمت . .
الآن . . وبهذه الساعة . .
لا شيء يستحق الكتابة . .
5 : 11 م
17 مايو \ 2010 م
كتير حلو النص يا رباب .
ردحذفعجبتني جدًّا الصورة هنا : ( أتمنى أن أصبح أمه , ليناديني ماما ) . رائعة .
اشتقنا .
كيفك انت ؟
حضورك هو الأروع يا حنــّا . .
ردحذفأنا أيضاً مشتاقه للكثير منك هنا . . كـ بعض كلمات من أناملك . . ورذاذ عطرك . .
أنا بخير . . وسأبقى بخير لـ أحبائي . .
أنت كيفك ؟
أنا ..
ردحذفيقتلني الضجر , مثل الساعات المنصوبة في أواسط المدن , شاهدةً على الوقت .
كنت أفكّر قبل لحظات , لو أستطيع أن أركل مؤخرة الزمان , و أوقعهُ أرضًا .و أكسر قدمه .
ضجـِر . مثل الشوارع الخالية .
تستطيع . . ومن قال لك لا تستطيع . .
ردحذففقط . . أرتدي العديد العديد من الجوارب الملونة . . ثم بعدها حذاء مطاطي . .
فـ هناك أحتمال كبير أن تتناثر قذورات تلك المؤخرة . .
أحترس جيداً . . فـ ليس جميع الأحذية واقيه !
ثم بعد ذلك . . أستعن بحمام فاخر . . أغمس جسدك بـ أكمله داخل فقاعات الصابون . .
أن أحببت الوضع بالداخل . . تخيل أن هناك حورية ستتكفل بالعناية بك جيداً . . وستدعك الضجر بـ أناملها . .
حتى تأمرها بالأنصراف . .
أتعلم . . أنا أحب الضجر . . ولا يقتلني . .
أفضل أن أكون صعلوكة على أن أكون ذات مركز مرموق . .
أفضل الأشياء البدائية . . والأشياء الرخيصة جداً . .
أفضل أن يصارعني الملل وأصارعه . . ولا أرتبط بمواعيد عمل !
أفضل أن ألبس ثياب عتيقة . . وأتربع أرضاً . . على أن أرتدي تياباً فاخرة أخاف عليها أن تتسخ ولو بغبرة بسيطة !
أفضل أن أحتسي طعامي بـ أناملي . . على أن أمسك الشوكة والسكين والمعلقة !
أفضل أشياء لا قيمة لها !
ثم ياصديقي . . لما لا تجعل ساعاتك معطلة ؟!
أجل . . أجعلها معطلة . .
قم . . وأنزع بطاريات جميع ساعات منزلك . . تنفس بعمق . . بعمق يا حنــّا . .
ثم أفتح شباك غرفتك . . وابدأ بالتدخين . .
لا تقم بالنظر إلى أعقاب السجائر . . ولا إلى كم لفافة أحرقتها . .
فقط تذكر . . وجه أبيك . . قهوة أمك . . شقاوتك أنت . . عشقها هي . . سـ يزول الضجر . . وستبقى بخير . .
لن اّمرها بالرحيل أبدًا , بل سأتمنى عليها أن تدعك جسدي بابتساماتها إلى ما لا نهاية .
ردحذفألم نتفق أننا غجر ؟ وصفك بحذافيره ينطبق عليّ .
سأخبرك فيما بعد كيف تنتمين إلى امبراطوريتنا , و سوف أريك شهادة المواطنة الموقّعة لديّ .
ــ لا أكره الضجر , إنما أنا في حوار دائم معه , في صراع مع الأسئلة , كلانا ينفث دخان السجائر و يفرك يداه برغوة الوقت .
أنا ضجران منّي . لم يعد هناك ما يُدهشني , أنا بحاجة لما يدهشني , لما يصفع عقلي فجأة دون انتباه . بحاجة لأنْ أضاجع فكرة جديدة , أشتهيها بقوة كي توصلني إلى خيال أبعد , كي تفتح لي الفضاءات المغلقة . أكره أن أقف أمام حائط مجازيّ .
لا شيء أشهى من مراقصة امرأة شرسة , تُضيء في " موسلينها " مثل قمر باغت ليلاً وحيدًا . يرنّ خلخالها , فيرقص زماني كلّه .
ردحذفقبل فترة قصيرة كتبت نصّا عن امرأة يشتهي قوس القزح أن يكون هو خلخالها .
شغفك بها . . بـ ابتسامتها . . بـ نعومة اناملها حين تمررها على أطراف قلبك بهدوء . .
ردحذفيجعلونك تردد " لن اّمرها بالرحيل " ! . .
يوماً ما . . بـ ساعة غير معلومة . . ستطلق صراح جدائلها . . ستجردها من كل شيء . . حتى من نفسها !
ستجعلها غجرية على غرارك . .
ستأخذ منك . . ستأخذ منها . .
ستتعانق أرواحكما حتى قمة الهذيان . .
وستنتهي لذة ابتسامتها . . سـ ترحل . . ربما لن تأخذ بيدها . . ستطلقها كما أطلقت جدائلها . .
ستغلق الباب ورائها . . وستنتهي ملامحها من جسدك !
.
.
.
سأكون سعيدة بـ إنتمائي لـ فصيلة مني وتشبهني . . بل سأرقص رقصة غجرية لا تشبهها رقصات . .
وسوف أسعد حتماً حين أنظر للشهادة . . سـ أغبطك يا حنـــّا لأنني لا أملك شهادة مثلك . .
.
.
.
صراع الأسئلة يواجهه الكثيرون الكثيرون ممن يشبهوننا !
أتعلم . . أنا لا أبقى مستريحة إلا حين أواجه عقلي بـ اسئلة عميقة جداً . .
أفكر وأفكر وأفكر . . وحين لا أجد أجابة شافية . . ألعن عقلي وألعنني ! . .
أمرغ ذلك المزاج بمزيد من لهاث الأسئلة . . يزداد توتري . . وتزداد حدة عصبيتي . . ولا أجد إلا عرض الحائط . .
أصفع به جميع الأسئلة . . تارة أعلقها بدبوس أحمر . . وتارة بـ أبيض . . وتارة بـ أسود . .
حائطي أصبح للأسئلة التي لا أجابة عليها . . وكم هو قبيح هذا الحائط ! . .
أتعلم . . أنا الآخرى بحاجة لشيء ينعش عقلي \ قلبي . .
لا أعلم لما أشعر بـ أنني من عداد الأموات . .
شيء أشبه بالكابوس . .
.
.
.
أخيراً . . وليس آخراً . .
أشتهي الغرق بنصك . . بتلك المرأة التي هزت أوراقك بخلخالها . .
وحتماً . . سنرقص على الأيقاع . .
فـ أنا جاهزة . .
تحياتي . .
هذه الأيّام , ضائعُ بين الصوت و الصورة , في عتم خيالي .
ردحذفكيفك انتِ ؟
أنا . .
ردحذفأعيش صراع . . بين الفرح والحزن . . بين ماهو معقول وما هو غير معقول . . بين وسادة حلال وحرام . .
بين شفاه باردة وآخرى ناريه . . بين مايجعلني امرأة عادية وغير عادية . .
أعيش ولا أعيش . . أتعذب ولا أتعذب . . شيء أشبه باللغز ! . .
أتحضر للنقلة الكبيرة ! . .
منزل آخر غير منزلنا . . بعدها إلى سرير آخر . . أسمه " عش الزوجية " . .
استاء أحيان . . وأحيان آخرى أشعر بأنني سوف أستيقظ وأن مايدور هو مجرد حلم . .
أتخبط قليلاً . . بعدها أتحسس العالم والمعالم . . " أنا لست نائمه ! " . .
هدوء وبرود يسيطر عليّ ! . .
لا أخطط لشيء . . ولا أرسم لـ يومي الكبير . . ماذا سأرتدي . . وكيف ستكون تسريحة شعري . . وأي من العطور سأختار . .
وهل أنا من سأزين نفسي أم سأذهب لصالون آخر . .
رغم أموري العالقه . .
رغم أنني أخترت شخصاً . . وسأرتبط بـ شخص آخر . .
رغم أنني أملك كل شيء ولا شيء بـ آن واحد . .
إلا أنني محسوده . . ويا عجبي !!
مساؤك سكر يا صديقي . .
^_^
مسا الورد صديقتي :
ردحذفهذا أكثر بكثير من أنْ يُحتَمل كلّه دفعة واحدة .
لا أحسدك أبدًا على هذا الوضع .
بل أتمنى أن تنفضي ما استطعتِ منْ هموم عالقة , و أن لا تستعجلي الأسئلة القادمة , و أن تجدي مكانًا وسطًا يُريحك قليلاً من كل هذا العبء .
لا أعرف ماذا أقول لك .
هذا صعب جدًّا .و بالتأكيد لا أريد لك أن تكوني انهزامية في تفكيرك و تستسلمي .
لكنْ , أنْ تواجهي وحدك .. هذا صعب جدًّا يا صديقتي .
ــ أنا هنا وحدي , كل ما حولي فراغ , غريب عن كل شيء هنا .
إنْ لم يخب ظنّي , فنحن في بلد واحد .
أنا في غربة , و ربما أنت أيضًا في غربة حتى لو كان البلد بلدك , على عكسي .
وغاب المساء . . وابتدأ الصباح . . " يسعدلي صباحك يا حنــّا " . .
ردحذفأجل . . كل شيء جاء دفعة واحدة . . وهذا ما جعل صخبي هادئاً ! . .
أفكر بكل شيء ولا شيء بـ آن واحد . .
خائفة من كل شيء ومن لا شيء ! . .
أرغب بـ أن أضع رأسي فوق كتفي أبي . . لكنني لا أجده !
مشغول جداً بـ المنزل الكبير الفاخر . . وبالمشاريع المستقبلية التي تنتظره . .
يفكر بلون سيارته الجديده . . وماذا سيزرع من فاكهة داخل بستانه . .
مشغول جداً . . لـ درجة أنه لم يبادرني بالسؤال : هل تريدنه على سنة الله ورسوله ؟
وتبقى هي . . تنتظر تلك اللحظة . .
ترتب لكل شيء . . ترسمُ لي لحظات جميلة . .
لـ أصرخه بعدها : " بيكفي أمي " ! . .
لست تعيسة لأنني أواجهه كل شيء . .
بل تعيسة لأنني سـ أبدا حياتي بـ " كذبة " كبيرة !
ودوماً يا صديقي . .
الغجر لا وطن لهم . . ولا وسادة واحده ! . .
أتمنى أن تصبح بخير . .
كن بالقرب . .
^_^